تشكل مرحلة الربط الكهربائي التي دشنها قبل أيام في أبوظبي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي نقلة نوعية للتكامل الاقتصادي الخليجي، الذي يسير بخطى واثقة نحو تحقيق المزيد من الإنجازات التي تعزز الترابط بين مواطني دول المجلس وتحقيق المنافع المشتركة.
هذه المرحلة المهمة التي التي تربط خطوط الطاقة بين دولة الإمارات العربية المتحدة والكويت والسعودية والبحرين هذه المرحلة الثانية تعني ضمان إمدادات الطاقة للدول الخمس، وسيتم في المرحلة الثالثة الربط بين سلطنة عمان وبقية دول المجلس ليكتمل الربط بين كافة الدول الأعضاء في مجلس التعاون في مجال الطاقة التي تشكل عصب الحياة وقاطرة التقدم الأساسية، سواء على الصعيد الحضاري، أو على الصعيد الاقتصادي بمعناه الواسع، بما يضم من مناطق صناعية ومرافئ ومطارات وامتدادات حضارية جديدة، وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عند تدشينه المرحلة الثانية للربط الكهربائي الخليجي أن التكامل الاقتصادي يشكل المستقبل الواعد لأبناء المنطقة التي تربطهم الكثير من الروابط المشتركة، وفي مقدمتها المصير الواحد والقربى والهدف والآمال المشتركة.
لا نبالغ إذا قلنا إن هذه الخطوة تشكل ثورة حضارية جديدة لدول المجلس تجعلها تضع أقدامها على عتبة جديدة من عتبات التقدم والرقي الاقتصادي والصناعي، خاصة أن دول المجلس تملك البنى التحتية القوية التي تؤهلها لدخول عصر صناعي وإنتاجي جديد يعود خيره بالرفاه والاستقرار والطمأنينة على أبناء دول المنطقة، كما ذكر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وأن مشروع الربط الكهربائي يحمل في طياته رسالة واضحة لأبناء الخليج على جدية العمل الخليجي المشترك على أرض الواقع، بما يعود بالخير على أبناء الخليج كافة.
على مدى السنوات الثلاثين الماضية حقق المجلس في مسيرته نقلات مهمة قد لا تكون في مستوى طموحات أبناء المجلس الذين يتطلعون إلى تحقيق المزيد من خطوات التكامل بين الدول، ولكن المتتبع لمسيرة المجلس على مدى العقود الثلاثة الماضية يلحظ أن القيادة الرشيدة لدول المجلس تتسم بالحكمة في قراراتها ورؤاها واعتماد التدرج وسياسة الخطوة خطوة للوصول لهذا البنيان، الذي ترسخ وشمخ إلى بر الأمان وإلى ضفاف طموحات أبناء دول المنطقة على أسس مدروسة ومتينة.
لقد وفرت المرحلة الثانية للربط الكهربائي العديد من المنافع المشتركة، وتوفر على دول المجلس أكثر من 18 مليار درهم، بالإضافة إلى استيعاب الوفورات في الطاقة وضمان عدم انقطاعها واستمرارها.
إن قادة دول المجلس يسيرون بخطى واثقة لتعزيز مبدأ المصير الواحد والمشترك انطلاقاً من قناعات شعوب المنطقة وتحويلها إلى واقع ملموس على أرض الواقع.


m.eisa@alittihad.ae