منذ عدة أشهر وأنا أصادف إعلانات برنامج (ذافون the phone) الذي ينتجه ويبثه تلفزيون أبوظبي في الشوارع والصحف والمجلات، ولم أفكر بمتابعته لعدة أسباب على رأسها موعد عرضه الذي يتعارض بشكل كامل مع مواعيد حياتي، خاصة وأنه يعرض بعد منتصف الليل. وقبل عدة أيام أعاد التلفزيون عرض حلقات البرنامج وشاهدت منه أربع حلقات، الحقيقة ذهلت، ففكرة البرنامج جديدة وطريقة لعب المتبارين مثيرة والمواقف الصعبة التي نراهم فيها، تدفعنا للدهشة والاستغراب والحرص على معرفة النهاية. يقوم البرنامج على فكرة تحدي الصعاب والصبر على المفاجآت، أما المنافسة فلا نراها أبداً لأن المتبارين فيه يسابقون الوقت ويتعاونون في مختلف المراحل للوصول الى الهدف وهو جمع المفاتيح الثلاثة للخزنة التي تحوي مبلغ 100 ألف درهم، يتناقص مع كل مساعدة يحصل عليها الطرفان. قد يسال قارئ نفسه: وأين المميز في الموضوع ؟ المميز في برنامج «ذا فون» أنه يقدم معلومات عن معالم مدينة أبوظبي وعادات أهلها وتقاليدهم، فالمتبارون يحصلون على معلومات جيدة في كل اتصال يجريه مقدم البرنامج المتألق حمد المزروعي، هذه المعلومات تستعرض المكان وتاريج إنشائه وأبرز أنشطته ونوعية الخدمات المقدمة فيه لتكون معرفة المتسابقين والجمهور بمعالم أبوظبي أهم من معرفة مَن الفائز في التحدي. من أبرز الأشياء التي تلفت النظر في البرنامج الصورة الرائعة التي قدمها أبناء الإمارات، ففي نهاية مراحل تحدي البحث عن المفاتيح الثلاثة، وقبل فتح الخزنة التي تضم مبلغ الجائزة، يمر المتسابق في اختبار حول المعلومات التي استعرضها المذيع طوال فترة البرنامج ومن يجتاز الاختبار يفوز بالسباق دون زميله، وفي كل مرة كان يفوز مواطن اماراتي بالمسابقة، كان يقتسم مبلغ الجائزة مناصفة مع شريكه في السباق، وهو ما أوضح كل من تابع البرنامج كرم الإماراتيين الأصيل وتقديرهم لجهد الآخرين ومدى الطيبة التي يتمتعون بها برنامج «ذا فون» واحد من برامج المسابقات القليلة التي تحترم عقل المشاهد، وهو أيضاً مٌن البرامج التي روجت سياحياً بشكل جيد لمدينة أبوظبي، وعندما سألت عنه وجدت له جماهيرية جيدة بين الشباب وهي الفئة الأصعب إرضاء بين المشاهدين تمنيت فقط شيئين لتكتمل روعة البرنامج، أولاًأن ينتقل التصوير للإمارات الأخرى ما يرفع مٌن مستوى الترويج السياحي الذي يقدمه البرنامج، وثانياً أن يعدل وقت تقديم البرنامج ليعرض فـَي أوقات تناسب الموظفين والطلاب.