اهتمام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وتأكيده أن الوثيقة الوطنية المطورة للغة العربية مكوناً رئيساً للهوية الوطنية، وأنها الوسيلة الأقوى في بناء الشخصية العربية ودعوته لأبناء المجتمع كافة أفراداً ومؤسسات للمشاركة.. نثمنها عالياً وهي تعكس الحس العالي للقيادة وإيمانها أن من حق الأبناء على مجتمعهم اكتساب لغته الأم وتعلمها وإتقانها واعتمادها لغة للتواصل والإبداع. وان هذا الحق يقع على عاتقنا جميعاً كأفراد ومسؤولين في إيجاد السبل الملائمة لتعزيز محبة اللغة العربية بين أطفالنا وشبابنا، وذلك باستخدام أساليب مبتكرة تختلف عن الأساليب التقليدية التي عهدناها والتي من شأنها أن تجعل الاهتمام باللغة ذاتياً وجزءاً من قناعة كل ابن من أبناء الدولة والمقيمين على أرضها الطيبة. تلك الدعوة الصادقة من القيادة تبدد من هواجسنا ومخاوفنا على اللغة العربية من التهديدات التي تواجهها وتضع الجهات المعنية في المؤسسات التعليمية والبحثية كافة وأبناء المجتمع على المحك بضرورة اعتماد منهج للتخطيط اللغوي العلمي في مؤسساتنا التعليمية والتربوية والاجتماعية والثقافية. وضرورة التجديد المستمر لمحتوى الكتب والمقررات والبرامج المتصلة بتعليم اللغة العربية وتعلمها في جميع مراحل التعليم بما في ذلك التعليم الجامعي بوصف العربية لغة حضارية معاصرة تستجيب لمتطلبات العصر. وإيجاد آليات دعم مادي على مستوى الدولة لدعم الإنتاج الذي يشجع على استخدام اللغة الفصحى في البرامج التلفزيونية والوسائل الإعلامية الأخرى، وتنظيم مسابقات دورية للإنتاج الإعلامي باللغة العربية الفصحى وضرورة وضع خطة علمية تشكل استراتيجية لدعم اللغة العربية الفصحى، وحمايتها في جميع مؤسسات المجتمع واستثمار معارض الكتاب السنوية في دعم هذا التوجه. الحراك الثقافي والاجتماعي الذي يدور في دولتنا بإماراتها المختلفة هذه الأيام يثلج الصدور حيال هذا الموضوع فقبل أيام كان هناك مؤتمر مسارات النهوض بالأسرة العربية الذي عقد في الشارقة والذي يسعى في مجملة إلى دعم وتعزيز الثقافة الأسرية ومواجهة التيارات الدخيلة على المجتمع ومن اجل إرساء دعائم الاستقرار الأسري وفي اعتقادي إذا توفرت هذه الدعائم فلا خوف فالأسرة هي عماد المجتمع ولبنتها الأساس هي الأم، فإذا تم إعدادها كان هناك شعب طيب الأعراق. ليس هذا فحسب، فهناك دعوة مجلس التعليم بإمارة أبوظبي إلى توفير البيئة المحفزة للمواطنين العاملين في حقل التعليم، وتعزيز مهاراتهم العلمية والمهنية باستمرار، للوصول إلى أعلى المستويات العالمية، وتشجيعهم على الالتحاق بمهنة التدريس، لإيمان المجلس بأنه هو الأساس في نجاح عملية تطوير التعليم التي تكمل حلقات العقد القادر على مواجهة تهديدات اللغة. jameelrafee@admedia.ae