الاستعدادات والتجهيزات التي تسبق عيد الفطر المبارك وبدء الدوام المدرسي والمعاهد والجامعات تثقل كاهل الأسر المتوسطة التي لن تجد مفراً من مواجهتها بالاقتراض، أو التصرف بشكل آخر لتوفير مبالغ مالية لتغطية احتياجاتها للمناسبات المتتالية التي تتطلب إنفاقاً عالياً. لاتزال العديد من الأسر تعيش هذه الأيام تحت ضغوط نفسية ومادية كبيرة، اثر توالي أربع مناسبات تطلبت مزيداً من الأعباء والمسؤوليات والإنفاق التهمت ميزانياتها وجانباً كبيراً من التوفير كما أشار عدد من أرباب الأسر توفيره. تلك المناسبات التي بدأت بالإجازة الصيفية ومتطلباتها الكبيرة خاصة مع السفر، تلتها استعدادات رمضان وتوفير الاحتياجات المطلوبة للشهر الفضيل، أعقبها العيد بمتطلباته وضرورة إدخال الفرحة إلى نفوس الأبناء والأقارب والأصدقاء، وما يحتاجه ذلك لنفقات مالية. وهاهي المناسبة الرابعة التي تتمثل في بدء دوام المدارس أطلت برأسها على الأبواب تنذر أولياء الأمور بضرورة توفير متطلباتها المعهودة من ملابس وأوراق ودفاتر وأقلام وغيرها رسوم دراسية وغيرها.. ما أشعر كثيراً من الأسر، خاصة أصحاب الدخل المحدود، بالعجز وضيق ذات اليد، ودفع بعضها للاقتراض من البنوك بحسب البعض منهم. تؤكد كثير من الأسر التي لها عدد من الأطفال بأن تزامن هذه المناسبات جمعيها في وقت واحد يحمِّلها اكبر من طاقتها، خاصة فيما يتعلق بالأطفال، فهم لا يدركون حجم المسؤوليات التي تواجه الكبار ويحلمون فقط بملابس العيد وحقائب جديدة للمدرسة وأهمية توفير كل شيء في وقته مهما كانت الظروف. في المقابل بدأ بعض التجار يشحذون سكاكين الغلاء ويتربصون بالجمهور أملاً في تحقيق اكبر المكاسب أسعار الملابس تضاعفت عما كانت عليه قبل اقل من شهر وأقمشة الكنادير والغتر الإزارات... والخياطين أعلنوا عدم استقبال أي زبون إضافي إلى ما بعد العيد. يكمن الحل في قدرة الأسر على ترتيب أمورها المالية في ظل وجود أكثر من مناسبة تسهم في زيادة أعباء مصاريفها، وضرورة عدم الإسراف خاصة خلال شهر رمضان المبارك والمبالغة في إعداد الطعام الذي ينتهي المقام به في مكب النفايات... وعلى الأسر تخفيف نفقاتها خلال هذه الفترات بما يتوافق مع مستوى الدخل وحصرها بالأمور الضرورية، فلا يجوز أن اطلب القمر. وقدماي لا تزالان لصيقتان بالأرض... فكل له معطيات. jameelrafee@admedia.ae