نعيش هذه الأيام أفراح عيد الفطر المبارك، الذي أطل علينا أول أيامه البهيجة يوم أمس، مناسبة استعد للاحتفاء بها كل على طريقته الخاصة، وإن اختلفت وتعددت الطرق، إلا أنها تلتقي على معنى واحد تمثله المناسبة السعيدة من تآلف ومحبة ولقاء القلوب بالقلوب بعد شهر حافل بالسباق لأجل فعل الخيرات. كانت جمعياتنا الخيرية نجم السباق، ونحن نشهد الجهود الكبيرة لمؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، ومؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية وهيئة الهلال الأحمر وغيرها من الهيئات والجمعيات، التي امتد نشاطها من شرق الأرض إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها، ومدت معها - خلال الشهر الفضيل الذي ودعنا- موائد أفطار الصائم، ترتفع معها الأكف بالدعاء لله أن يحفظ الإمارات وقائد الإمارات وأهل الإمارات، وأن يديم عليها نعمة الأمن والأمان والرخاء والتقدم والازدهار بقيادة خليفة الخير.
وكانت تلك واحدة من صور العطاء الذي قامت عليه إمارات المحبة، ونحن نتابع خلال الشهر الفضيل وأيام العيد شباب من أبناء هذا الوطن ضمن فرق المتطوعين لمجموعات الإغاثة الإماراتية التي توجد حالياً في باكستان لمد يد العون والمساعدة لإخوة لهم هناك في المناطق التي ضربتها فيضانات عاتية قتلت الآلاف وشردت الملايين من البشر، وجعلتهم من دون مأوى فريسة للجوع والأمراض والأوبئة التي تتهددهم. ومع هؤلاء المتطوعين يحلق صقور الجو من عناصر قوة الإغاثة الإماراتية بقواتنا المسلحة، وهم يفتحون جسراً جوياً داخلياً ينقلون به المساعدات ويجلون المتضررين من أكبر كارثة طبيعية تشهدها البشرية بعد موجات المد العاتية “تسونامي” التي ضربت سواحل آسيا وامتدت لشرق أفريقيا أواخر العام 2004. فتحية لهؤلاء الرجال الذين يتواجدون هناك للتخفيف عن إخوانهم في هذا الظرف المؤلم والقاسي.
ونحن نعيش أفراح العيد السعيد نتمنى على الجميع التفاعل والتجاوب مع حملات وزارة الداخلية، سواء تلك المتعلقة بالالتزام بالسرعات المحددة على الطرق الداخلية منها أو الخارجية، أو الحملات الخاصة بالتصدي للألعاب النارية، أو مكافحة بعض الظواهر السلبية الخطيرة كالتسول، وهي حملات ذات أهداف وغايات سامية تهدف إلى إتاحة الفرصة للجميع للاستمتاع ببهجة العيد من دون أن يفسد هذه البهجة والمتعة حادث يحمل فاجعة بفقد عزيز- لا سمح الله- أو تخلف إصابات تجعل الضحية مشوها أو معقدا ما بقي من حياته. حملات تستوجب تفاعل الجميع وبالذات الآباء والأمهات الذين عليهم تركيز الانتباه على فلذات أكبادهم حتى لا يكونوا ضحايا لحظة غفلة سواء داخل المنازل أو خارجها، وهي حملات لم تطلق إلا من وقع تجارب ومواقف سابقة، وغايتها الاستفادة من الأخطاء ومنع تكرار ما يتسبب منها في حوادث جسيمة عادة ما يكون ثمنها باهظاً عندما يتعلق الأمر بحياة الإنسان. ونحيي رجال الشرطة والمرور الذي يوجدون بكثافة في مختلف المناطق من أجل أن يستمتع الجميع بفرحة وبهجة العيد.
فرحتنا وبهجتنا بالعيد لن تكتمل إلا بعودة قائد مسيرة الخير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله إلى أرض سالماً غانماً يرفل بحلل الصحة والعافية، سائلين العلي القدير أن يحفظه في حله وترحاله ويديمه ذخراً لوطن العطاء وأبنائه، ومن “العايدين” الفائزين.


ali.alamodi@admedia.ae