تمضي الإمارات بخطى حثيثة باتجاه تأسيس بناء حضاري، وصرح ثقافي لتقف بلادنا المتحضرة في مصاف الدول التي قطعت طريقاً واسعاً نحو التقدم والازدهار.
تمضي الإمارات وحس المؤمنين بأهمية تنوير الإنسان وتعمير البنيان وتطوير المؤسسات العلمية والثقافية لأنها المنارة الوحيدة التي يجب أن تظل أضواؤها كاشفة ليعمل الإنسان على نور العقل وهدى البصيرة. وإلى جانب التجديد والتحديث فإن الدولة لم تغفل أهمية التراث الحضاري لشعب الإمارات وإرثه المجيد ما جعلها تدأب لأجل الحفاظ على هذا المنجز لأنه يشكل الذاكرة والمخزون الثقافي والكنز الذي يعتد به كل إنسان يعيش على هذه الأرض. وما الإشادة التي جاءت على لسان البروفيسورة الإسبانية رميرو سانشيز، أستاذة التاريخ الأندلسي، إلا اعتراف وتبيان للجهود الصادقة التي يقوم بها أصحاب القرار من أجل الحفظ والتطوير لتراث إنساني عريق نقش حروفه إنسان هذه الأرض على مدى العصور، فالإمارات دولة حديثة بتطورها، وعريقة بتاريخها الذي يمتد على مدى قرون من الزمن البشري، وهذا ما تثبته الحفريات الأثرية التي تضع الإنسان أمام المسؤولية الوطنية والالتزام بحفظ ما اجتهد من أجله أسلاف أخيار ومحبون لهذه الأرض السخية.
الإمارات اليوم، الدولة الحديثة والمذهلة في إنجاز إعجازها الحضاري، تضع التاريخ أمام العين وفوق الجبين، لأنه التاريخ بصفحاته الناصعة وحروفه المحفورة بذهب الأنامل التحتية.
الإمارات اليوم وهي تبني مجدها الحضاري، تمخر عباب التاريخ لتضع الأجيال أمام الحقيقة، حقيقة الإمارات المجيدة التي أعطت للحضارة الإنسانية من عرق الأجداد ما رطب وخضب وخطب تربة الحياة، الإمارات اليوم تسابق الزمن في سرعة النسور المحلقة في فضاءات الدنيا وتحقيق الأحلام والطموحات في جميع ميادين الحياة، كما أنها تضع السواعد السُمر أعمدة راسخة تحمي وترعى وتعتني بما سجله التاريخ وما حفظته الذاكرة، من تراث إنساني نعتز به ونفخر لأنه صناعة محلية مئة في المئة، ولأنه المعبِّر عن اللحظة التاريخية في زمن معين، الذي كان فيه إنسانه يجابه الصحراء بقوة الإرادة، وشموخ العزيمة، ورسوخ القناعة بأن الإمارات جزء لا يتجزأ من الحضارة الإنسانية على مدار القارات الخمس، وهي صنو البلاد التي أنجزت وحققت وارتفعت بتراثها إلى قامة الساريات الجاريات في سماوات الله.
الإمارات اليوم المبتدأ والخبر، وهي الفعل الفاعل وما بعدهما الضمة التي ترفع الشأن وتشذب اللحن.


marafea@emi.ae