في كل مرة ينطلق فيها مهرجان للسينما في الإمارات، أجدني متحمسا لمشاهدة وحضور أكبر قدر من هذه الأفلام، ليس فقط لمجرد مشاهدة الأفلام كمتعة ودعم لمجموعة من الشباب الموهوبين DKفقط أو للعلاقة الحميمية التي تربطني بمجموعة منهم، وإنما الاطلاع على كل ما هو جديد ومعبر لفكر ومسيرة هؤلاء الشباب ونظرتهم للحياة الحالية، وما يمكن إسقاطه من ظواهر اجتماعية وسياسية في قالب سينمائي يحدد ملامح المرحلة الحالية والمشهد العام للتطورات السياسية الأخيرة التي طالت أغلب دولنا العربية. لقد ساندت المهرجانات التي تقام في الإمارات وبشكل لافت محاولات شباب تمردوا على السائد من الحركة الفنية السينمائية في الخليج بشكل عام والإماراتي على وجه الخصوص، وباتت هذه المهرجانات ملاذا ودنيا يعيش ويتنفس من خلالها هؤلاء الشباب نسمات ورياح الفن السابع، فأبدعوا واجتهدوا للوصول بالفيلم الإماراتي والخليجي إلى العالمية. ولا يستطيع أحد أن ينكر الدور الكبير الذي لعبته الإمارات خلال السنوات الماضية في دعم النشاط السينمائي بعد أن أصبح مهرجان أبوظبي السينمائي الدولي مناسبة لتجمع عشاق وصانعي الفن السابع على مستوى العالم من خلال ما يعرض في هذا المهرجان من أفلام. ولا يقل مهرجان دبي السينمائي العالمي أهمية عن مهرجان أبوظبي بعد أن أضيفت لمسابقاته «أفلام من الخليج»، والآن يأتي هذا المهرجان الخليجي الرابع ليؤكد أن ما شهدته البلاد خلال السنوات الماضية لم يكن مجرد فعاليات الهدف منها جذب الانتباه وترويج الإمارات سياحيا، بل أرى أن هذه محاولات جادة من جانب القائمين على هذه المهرجانات لتبوؤ مكانة تستحقها هذه البلاد التي نجحت في العديد من الميادين. إن الخبراء يتوقعون نهضة سينمائية كبيرة في الإمارات خلال السنوات القادمة وهذا ما تؤكده التجارب اللافتة التي قدمها الشباب خلال السنوات الماضية، والتي أكدت موهبتهم في الكتابة والتمثيل والإخراج وإذا كانت الأجيال الحديثة لا تعرف شيئا عن السينما الخليجية فإن الأجيال السابقة تحتفظ بالكثير منها مثل الفيلم الرائع «بس يا بحر» وفيلم «الصمت» وغيرها من الأعمال الفنية التي مهدت الطريق لسينما خليجية تناقش قضايا الواقع. لقد كشفت استضافة الإمارات للعديد من المهرجانات خلال السنوات الماضية أن بلادنا تمتلك من المواهب ما يؤهلها لأن تنتج عشرات الأفلام تقدم من خلالها هذه المواهب التي استطاعت بمبادرات فردية تقديم أعمال فنية حصدت الجوائز في مهرجانات دولية، كل ما هنالك علينا أن نجمع هذه المبادرات الفردية وأن نوفر لهؤلاء التمويل اللازم لإنتاج فيلم إماراتي يكون خير ترويج لإنجازات دولتنا في ميادين شتى.