سوف تكون قراءتي هذا الأسبوع لأحد الأماكن التي زرتها فبراير الماضي في ماليزيا وهي لنكاوي أو كما يطلق عليها «جزيرة الأساطير والحكايات» والتي تقع غرب ماليزيا وتحتضن 99 جزيرة والتي تتميز عن غيرها من الجزر بوجود مجموعة كبيرة من الكهوف وحقول الأرز المنتشرة فيها، مما جعلها محفلاً خصباً للأساطير والحكايات حملت أغلبها قصص وأساطير ورثها الأسلاف وتداولها الأبناء، ومن أهم الأماكن التي أحببت أن لا أفوت على نفسها في زيارتها هي جزيرة « ماهسوري» التي أطلقت على اسم فتاة قبل 2000 عام شيد لها مقام ومتحف خاص بها، ويعتبر مقام ماهسوري من المواقع المثيرة في جزيرة لنكاوي، وتم الحفاظ عليه ليكون تاريخا للأجيال القادمة ويبعد 12 كيلومتراً من بلدة كواة عاصمة لنكاوي، وتم بناء هذا الضريح تخليداً لفتاة اتهمت باطلاً بأنها غير صالحة وتم قتلها، حيث تقول الأسطورة إنه عند إعدامها خرج الدم من جسمها باللون الأبيض وليس اللون الأحمر فاعتبرت معجزة للدلالة على براءتها، وعند آخر نفس تلفظت به نطقت هذه العذراء بكلمات لعنت بها الجزيرة ودعت لأن تبقى مهجورة لسبعة أجيال قادمة، ولا يعرف إن كان ذلك حقيقة أم خيالا فقد هجرت بالفعل جزيرة لنكاوي تلك المدة، بعد أن غزا جنود من سيام الجزيرة وأجبروا الأهالي على حرق حقول الأرز وهجرها؛ لكنها الآن تعتبر من أروع الجزر المأهولة في العالم والتي يتردد إليها السياح من كل صوب . ولم تكن جزيرة ماهسوري الوحيدة المشهورة بالأساطير بل تبعتها عدة جزر مثل «جزيرة بايار وجزيرة العذراء الحامل، وجزيرة الآبار السبع وميدان النسر، وجزيرة حديقة المرجان وغيرها من الجزر «ولكن لا تقف المتعة في ماليزيا عند الأساطير، بل تحتضن الجزيرة أماكن خيالية وطبيعية خاصة لمحبي التخييم والجلسات الشاعرية حيث توجد جزيرة تسمى بولاو سينجا وهى على بعد 16 كم من مدينة كواة عاصمة لنكاوي، تتميز بوجود الغابات الاستوائية ومستنقعات عديدة وطبيعة لم تلمسها يد بشر، كما يوجد بالجزيرة عدد من الحيوانات والثدييات مثل الغزلان والقنافذ والخفافيش والطاؤوس التي تتجول بحرية على أرض الجزيرة. وكما يسمي البعض مصر أم الدنيا فأنا أسمي ماليزيا أرض الطبيعة لما بها من معالم جميلة وخلابة يجب أن لا يحرم الزائر من مشاهدتها خاصة زيارة «عالم ما تحت الماء» الذي يتميز بكبره وتنوع الأسماك فيه والتي تصل إلى 5 آلاف صنف موزعة على 100 حوض وسط 198000 جالون من مياه البحر. Maar7191@hotmail.com