اليوم أنتهز الفرصة وأهنئ الجميع وأقول عيدكم مبارك وعساكم من عواده إن شاء الله وانتم بألف صحة وخير. أجمل ما قرأت في العيد، كلمات قليلة في عددها ولكنها كبيرة في معناها، وردت عن الإمام علي عليه السلام قوله: إنما هو عيد من غفر له، وقوله: إنما هو عيد لمن قبل الله صيامه، وشكر قيامه، وكل يوم لا يعصى الله فيه فهو عيد. جعلنا الله وإياكم ممن تقبل صيامه وقيامه، لأن هذا هو العيد الحقيقي، وأفضل مكافأة يمكن أن يتلقاها أي شخص منا بعد عمل شهر حافل بالعطاء والسباق على فعل الخيرات والصيام والقيام من أجل نيل مرضات الله. وأسوأ ما في العيد هي التكنولوجيا والتي حولت البشر إلى جزر معزولة ومنطوية على نفسها، لا تتواصل إلا من خلال رسائل التهاني والتي تتم في جو ميكانيكي يخلو من المشاعر. تقوم بإرسال العشرات من رسائل التبريكات وتتلقى مثلها وأكثر على هاتفك المتحرك، وربما بعد دقائق تقوم بمسحها لكي لا يزدحم هاتفك، وربما يفعل الأشخاص الذين يتلقون رسائلك نفس الأمر، ليس هناك غرابه لأن هذه النوعية من التهاني تزول بنفس السرعة التي تصل بها. وأكثر المفارقات في هذا العيد، هي المشاعر المختلطة التي يعيشها المسلمون في أميركا هذه الأيام، وحيرتهم بين الاحتفال بالعيد أو كتم الفرحة بسبب تزامن العيد مع ذكرى 11 سبتمبر، هو ما عبر عنه مسلمو أميركا، ونشر قبل أيام من خوفهم أن يصادف العيد يوم ذكرى تفجير مركز التجارة العالمي، لأن ذلك سيمنعهم من الاحتفال بالعيد. وأصعب المواقف في هذا العيد، هو بالتأكيد الوضع الذي يعيشه الملايين من أهل باكستان والذين وجدوا أنفسهم يعيشون في العراء دون مأوى ولا سقف يحميهم بعد أن دمرت الفيضانات منازلهم وقلبت معيشتهم. حتى تعرض الآلاف للتشرد وحرموا من فرحة العيد. ما أصعبه من عيد عليهم، ولا أريد أن أفسد عليكم فرحة العيد بهذا الحديث، ولكننا نذكر من باب أن الذكرى تنفع المؤمنين، وأن هذه مناسبة تصلح لفعل الخير وتعليم الأبناء عليها من خلال حثهم على التبرع بجزء من «عيديتهم» لمن هو محتاج. Saif.alshamsi@admedia.ae