جاءت تجربة المنتخب الوطني مع شقيقه الكويتي على أحن ما يكون. وسبحان الله “فالذي تخاف منه لا يأتي أحسن منه”، فقد كان المدرب كاتانيتش متخوفاً من التوقيت، حيث الحرارة والرطوبة والصيام لدرجة أننا وجهنا له اللوم، على اعتبار أن المدرب، هو المسؤول وصاحب القرار في المباريات الودية وفي توقيتها. وفي الوقت الذي خشينا فيه من مشهد لا نحبه لمنتخبنا الوطني إذا به يلعب أفضل تجاربه على الإطلاق منذ مقدم هذا المدرب، وربما منذ البدايات الأولى في عهد الفرنسي ميتسو. فقد ظهر المنتخب بصورة مفرحة لم نكن نحلم بها.. وفاجأنا بأداء هادئ وسلس، فيه الكثير من الثقة وكرة القدم المنتجة دفاعاً وهجوماً. لقد حقق المنتخب جملة من المكاسب من وراء هذه التجربة الحقيقية، فالودي بين أبناء الخليج رسمي، كما نعرف جميعاً. أول المكاسب يأتي في الإطار المعنوي، فالفوز على المنتخب الكويتي بالثلاثة ليس أمراً هيناً بالمرة، وسيكون له مردود طيب جداً على مشاركات المنتخب القادمة خليجياً وقارياً. أما المكتسبات الفنية، فهي أخرى عديدة، ولعل أهمها على الإطلاق أن الفريق بدا في اكتساب شخصيته الجديدة في عهد كاتانيتش، وهي المرة الأولى التي نشعر فيها بذلك منذ مقدمه، وهذا يعني أن العمل يمضي في الطريق الصحيح، وهو أمر في غاية الأهمية، وكنا في أمس الحاجة إليه لكي نطمئن بالعمل ومردوده وليس بالكلام وترديده. أيضاً من المكاسب المهمة شجاعة وانصهار مجموعة من اللاعبين الشباب الذين أصبحوا بالفعل يشكلون العمود الفقري للمنتخب أمثال حمدان الكمالي وعامر عبدالرحمن وأحمد خليل والكثيري وبرغش وعوانه وخالد سبيل ومحمود خميس ووليد عباس، إضافة إلى عناصر الخبرة، متمثلة في إسماعيل مطر وسبيت خاطر والحارس ماجد ناصر ويوسف جابر والشحي. ولعله من المكاسب أيضاً ذلك التحسن الذي طرأ على النجم إسماعيل مطر وكانت فرحتنا جميعاً كبيرة بحركته والهدف المهم الذي سجله، أما أروع لحظة فكانت لحظة ذلك الهدف الممتع الذي سجله الكثيري بسرعة بديهة وبحركة أكروباتية لا يفكر فيها سوى النجوم اللامعين. أما بعد فوق كل هذا وذاك، أصبح منتخبنا الوطني ينفذ الشق الهجومي، كما ينفذ الشق الدفاعي.. وهذا يعني اكتمال البناء الجديد في عهد كاتانيتش، ولا شك في أننا نتمنى أن نقيس دائماً على هذا المستوى.. فقد كان في الأداء الكثير من الثقة في النفس وكانت مفتقدة جداً في الفترة الماضية، وكان في الأداء بساطة وسهولة، حيث تحركت الكرة أكثر من حركة اللاعبين.. ما شاء الله.. لن نرضى بأقل من ذلك يا كاتانيتش.. وعيد مبارك وكل عام وأنتم بخير. mahmoud_alrabiey@admedia.ae