يمثل يوم أمس علامة مهمة وفارقة في مسيرة العمل الخليجي المشترك، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي يدشن مشروع الربط الكهربائي بين الإمارات وشقيقاتها في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وهو الذي بموجبه سيتم الربط في هذه المرحلة بين الإمارات والمملكة العربية السعودية والكويت وقطر والبحرين، وفي مرحلة لاحقة سيتم الربط بين سلطنة عمان وباقي دول المجلس.
ولا شك أن خطوة كهذه تثري مسيرة دول المجلس وتجربتها، خاصة وأنها على تماس مباشر بمصالح مواطني دول المجلس، لأنها تصب في مصلحة دعم مشروعات التنمية الاقتصادية في هذه البلدان، لا سيما وأن المشروع يحمل في طياته وفراً على دول المجلس بمقدار خمسة مليارات دولار بما يمثله ذلك من بعد استراتيجي لتوفير إمدادات مستدامة من الطاقة تدعم الاقتصادات الوطنية والمشاريع التنموية في أقطار المجلس، كما أعلن سموه رعاه الله بالمناسبة.
إن إطلاق هذه المرحلة من المشروع الحيوي من العاصمة التي شهدت ولادة المجلس في عام 1981، يحمل الكثير من الدلالات التي تؤكد حرص المسيرة الخيرة على تنفيذ مشروعات من شأنها قطاف مباشر للمواطنين في هذه البلدان، وتحقيق المزيد والمزيد مما يحقق الرفاهية والازدهار لهم، ويحقق التكامل المنشود بين شعوب وأقطار المجلس الذي ولد في ظل ظروف إقليمية ودولية معقدة وحرجة. واستطاعت بحكمة قادتها أن تجتاز كل تلك المطبات لأنها وضعت نصب عينيها مصالح شعوبها والمضي في التنمية الشاملة لبلدانها. ورغم الأهوال الكبيرة التي مرت بالإقليم وفي مقدمتها الحرب الإيرانية العراقية وحرب تحرير الكويت بعد الغزو العراقي ، وبعد ذلك الإطاحة بنظام صدام حسين. ورغم كل تلك الأهوال لم تسمح بلدان مجلس التعاون الخليجي بأن تنال مسيرتها وخططها التنموية على كافة المستويات.
أن هذا المشروع الاستراتيجي الحيوي للربط الكهربائي الذي دشن بالإمس، مناسبة لتذكير الذين كانوا يعيبون على بطء مسيرة المجلس ، بأن ايقاعه يتميز بالنضج والتروي لقطف ثمار عمل مدروس . لذلك نتوقع خلال المرحلة المقبلة تكثيف خطوات تحقيق نتائج مباشرة لصالح مسيرة التنمية في كل دول المجلس التي أكدت ترابطها وتلاحمها. وأصبغت الدبلوماسية الحيوية للإمارات وهي تترأس الدورة الحالية للمجلس إيقاعاً متسارعاً على الأداء الذي تمثل مؤخراً في سلسلة من الاجتماعات المتلاحقة لمواكبة الأحداث المتسارعة في الإقليم والمنطقة العربية. وتابعنا خلال الفترة الماضية الاستجابة السريعة للاحتياجات التنموية للأشقاء في سلطنة عمان وكذلك في مملكة البحرين، حيث تواجدت في الأخيرة قوة درع الجزيرة تجسد حقيقة اللحمة الخليجية الواحدة، وأن أمن واستقرار أي دولة من دول المجلس هو امتداد لأمن واستقرار كل دوله. كما تابعنا تفاعل دول المجلس مع الأحداث في ليبيا واليمن ، وكذلك مبادرة الإمارات في استضافة مؤتمر دولي لمكافحة القرصنة البحرية.
وأن إطلاق مشروع الربط الكهربائي بين دول المجلس في هذه المرحلة من أبوظبي، دليل حيوية وعافية مسيرة تمضي لخير وازدهار كل أبناء الخليج.


ali.alamodi@admedia.ae