الشباب هم ثروة الوطن الحقيقية، وهم مستقبله، ومن سيحمل بسواعده وأفكاره مهمة الحفاظ على المنجزات العملاقة التي أسسها الآباء والأجداد، وعزز أركانها قيادة الدولة ورجالها وشبابها الذين نفخر بهم، خاصة وأن الشباب يشكل أكثر من 60% من تعداد السكان بالدولة، وقد أدركت الدولة وقيادتها الرشيدة أهمية هذه المعادلة ودورها في النهوض الحضاري الذي تشهده بلادنا في شتى المجالات، وأولت قضية بناء الإنسان والتنمية البشرية بشكل عام جل اهتمامها، وأعطت الشباب اهتماماً خاصاً، نظراً لدورهم المرتقب، والآمال والمعقودة عليهم، فعز الدول وتقدمها ونهوضها معقود بنواصي شبابها، وقوتهم، وحماسهم، وحبهم الفطري للوطن، وترابه الغالي.
ودائماً ما يؤكد قائدنا الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان حفظه الله، على أن الإنسان هو الغاية والهدف الأسمى لكل مشروع، بل المواطن هو الهدف الأول والمشروع الأسمى، وعكست توجيهات سموه إلى ستة سفراء جدد لدى عدد من الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة أمس الأول أثناء تأديتهم اليمين القانونية تلك المعاني والقيم النبيلة والسامية، مؤكداً أن بلادنا تضع الإنسان على قائمة أولوياتها من خلال تسخير إمكاناتها لخدمته، وعلى بعثات الدولة الدبلوماسية مساعدة المواطنين في الخارج ورعاية شؤونهم، موجهاً السفراء الجدد، أبناء الوطن بالعمل على تعزيز مكانة الدولة، لدى المجتمع الدولي، على مختلف المستويات، وقال سموه “ إننا نراكم أهلاً للثقة ونأمل أن تضعوا نصب أعينكم خدمة الوطن والمواطنين“.
ولترجمة رؤية القيادة، وسياستها الحكيمة، والواضحة وضوح الشمس، والهادفة لتأمين عيش كريم وبناء الإنسان، وتنميته، سخرت الجهات والمؤسسات الحكومية كل إمكانياتها للارتقاء بالمواطن، والنهوض به، وما نشعر به من مكانة بين الشعوب، وما نحظى به من خدمات وتسهيلات وتأمين معيشي منفرد، وما تشهده الدولة من بناء ونهوض وتقدم وتطور لهو ثمرة السياسة الحكيمة التي تنتهجها قيادتنا الرشيدة، والحرص على تأمين حياة كريمة، آمنة، ومطمئنة، مستقرة، لأبنائهم أينما كانوا في إماراتنا الغالية.
وقد أضفى الفكر المستنير لرئيس الدولة، معادلة جديدة على المسيرة التنموية بمرحلة التمكين، التي فتحت كل الأبواب، والسبل أمام تعزيز مكاسب وإنجازات الشباب في الوطن، وتمكينهم من الإبداع والعطاء، ومواكبة النقلات الحضارية، والثورات الصناعية، والاجتماعية التي تشهدها بلادنا، وسيرها بخطى متسارعة، لتكون ضمن قائمة الدول الأكثر تقدماً ورقياً وفق معايير الدول المتقدمة في التعليم والصحة والصناعة والبنى التحتية.
وقد نجحت سياسة الإمارات بفضل من الله، وحكمة ورؤية قيادتنا الرشيدة في ترجمة مقولة والدنا الشيخ زايد رحمه الله عندما قال: “لا فائدة من المال إذا لم يسخر لخدمة الوطن والمواطن، لأن الإنسان هو الثروة الحقيقية الباقية للوطن”، فهذه المقولة تحولت اليوم إلى واقع معاش، وعقيدة راسخة في فكر خير خلف لخير سلف.



m.eisa@alittihad.ae