هكذا المشهد دوماً.. فرحتنا لا تكتمل إلا به، وانتصاراتنا تتضاعف حين ترضيه، وإنجازاتنا تطاول عنان السماء حين يقول: “ما قصرتم”. هذا ما نشعر به دوماً عند كل استقبال للفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لأي من فرقنا أو أبطالنا الرياضيين، حيث يكون استقبال سموه هو التتويج الحقيقي والانتصار الأكبر، والسبب يعود إلى مدلول هذا الاستقبال، فهو استقبال وطن واحتفاء شعب ورضا أمة. عودنا سموه دوماً أن كل مشاغله ومهامه الجسام لا تصرف بصره عن شأن من الشؤون، يتابع كل التفاصيل، يراقب أبناء وطننا بترقب في كل محفل، ويأتي استقباله لكل صاحب إنجاز، ليؤكد أنه كان معه، يتابع ويترقب.. تماماً مثلما نفعل، إلا أنه يختزل كل فرحتنا في فرحته وكل أمانينا في أمنيته وكل الشكر في كلمة شكر يوجهها باسم كل الإمارات إلى من رفعوا رايتها في أي محفل كان. سيبقى بلاط سموه شاهداً على أنه لم يقصر يوماً مع أبناء الوطن، فكل يوم هناك تكريم وكل ساعة هناك ترتيب، وكل لحظة هناك فكر وعمل يشهد على محبته للوطن الذي سيذكر دوماً لقادته تفانيهم في إسعاد أبنائه بشتى السبل. لقد كان تكريم منتخبنا الأولمبي بطل خليجي 2 أمس الأول حلقة جديدة في سلسلة مضيئة، ومتصلة تمثل في مضمونها مدلولاً للحب الكبير الذي يكنه القادة لأبنائهم، وهو حب يمتد في خريطة بلدنا الطيب المعطاء، ومعها يمتد في الشرايين حافظاً للجميل مثمناً للدعم، مؤكداً أن انتصاراتنا ما كان لها أن تتجسد لولا أن لهذا الوطن قادة يحملونه في أعماق القلوب، ويمهدون لأبنائه طرق النجاح. أمس الأول، كان منتخبنا الأولمبي على موعد مع عيد يسبق عيداً، بلقاء الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وهو لقاء يجسد الكثير من القيم، ويمثل رسالة للجميع بأن عين الإمارات ترعى أبناءها، وهي تواقة أكثر منهم لكل ما يثلج الصدر، ويعلي رايتها في شتى الميادين، وهي رسالة تحفيز ودعم لكل من يعمل، بأن هذا هو ثمن النجاح، وعنوان الفرحة. كثيرة هي المرات التي حل فيها أبطالنا ضيوفاً على قصر سموه، ونالوا شرف لقائه، ولعل هذا الفريق بالذات من أكثر الفرق الرياضية التي نالت الشرف الرفيع، فقبل أن يتحول إلى المنتخب الأولمبي، كان صاحب إنجاز الفوز بكأس أمم آسيا والمشاركة في كأس العالم، قبل أن يشتد عود لاعبيه وينتقلوا إلى مرحلة جديدة من العطاء، وظل الفريق في الكثير من أطواره عنواناً للنجاح ومحل تكريم من أرفع قياداتنا وهو بذلك يمثل نموذجاً مشرفاً على الكثير من الفرق الأخرى أن تحذو حذوه. دمت لنا يا أمير القلوب داعماً ومحفزاً للهمم ودام بلاطك ملتقى الفرحة والانتصارات، ودام لقاك غاية الأمل من جيل الأمل، ودامت الإمارات نهراً للخير، ودامت رايتها عالية في كل محفل. كلمة أخيرة اشتقنا لاستقبال “الأبيض الأول”.. فهل تمتد الفرحة وتنتقل العدوى؟ mohamed.albade@admedia.ae