برَح بالفتح مضى، ومنه سُمِّيت البارحة. قالوا: البارحة الليلة التي قبلَ لَيْلَتِك، صفةٌ غالبةٌ لها. حتّى صار كالاسم. وأصلها من بَرح، أي زال عَنْ موضعه. المثل: «ما أشْبَهَ اللّيْلَةَ بالبارِحة» يقال للشيء ينتظرُه خيراً من شيءٍ، فيَجيءُ مِثْلَه. بَرِحَ: الباء والراء والحاء أصلان يتفرّع عنهما فروعٌ كثيرة. فالأول: الزوال والبروز والانكشاف. والثاني: الشّدة والعِظَم وما أشبههما. أمّا الأول فقال الخليل: بَرَحَ يَبْرَحُ بَرَاحا إذا رَامَ مِن موضِعِه، وأبرحته أنا. يقول الرّجُل لراحلتهِ إذا كانت بطيئةً: لا تَبْرَحُ بَرَاحاً يُنْتَفَعُ به. ويقول: ما برِحْتُ أفْعَلُ ذلك، في معنى ما زِلْت. قال الله تعالى حكايةً عمّن قال: «لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِِينَ» طه - 91 أي لن نَزَالَ. وأنشد: فأبْرَحُ مَا أَدَامَ اللهُ قَوْمي بِحَمْدِ اللهِ مُنْتَطِقاً مُجِيداً أي لا أزال. ومُجيدٌ: صاحب فرسٍ جَواد، ومُنْتطقٌ: قد شَدّ عليه النِّطاق. ويقول العرب: «بَرَِحَ الخَفَاء» أي انكشف الأمر. البِرَاح المكاشَفة، يقال بَارَحَ بِراحاً كاشَفَ. البارحَ الذي هو خلافُ السّانح مِن هذا؛ لأنّه شيءٌ يبرُزُ ويَظْهر. وقيل: البُرُوح مصدر البَارح وهو خلافُ السَّانح، وذلك من الظِّباء والطير يُتشاءم به أو يُتَيَمَّن، قال: وهنَّ يَبْرُحْنَ لَهُ بُرُوحا وتَارَةً يأتِينَهُ سُنُوحَا ويقول العرب في أمثالها: «هو كبارِحِ الأَرْوَى، قليلاً ما يُرَى». يُضْرَبُ لمن لا يكادُ يُرَى، أو لا يكونُ الشيءُ منه إلاّ في الزّمان مرّةً. وأصلُهُ أنّ الأرْوَى مساكِنُها الجِبالُ وقِنانُها، فلا يكاد الناسُ يَرَوْنها سانحة ولا بارحةً إلاّ في الدّهرِ مرّةً. ويقال في قولهم: «هو كبارحِ الأرْوَى» إنّه مشؤوم من وجهين: وذلك أنّ الأروى يُتشاءَم بها حيث أتت، فإذا بَرَحَتْ كانَ أعظمَ لشُؤْمِها. والأصل الآخر يقال ما أبْرَحَ هذا الأمر، أي أعجَبَه. البَرِيح التَّعب. قال أبو وَجْزة: على قَعُودٍ قد وَنَى وقد لَغِبْ به مَسِيحٌ وَبرِيحٌ وصَخَبْ المسيح: العَرَق. ويقال أبْرَحْتَ لُؤْماً وأبرَحْتَ كَرماً. ويقال بَرْحَى له إذا تعجَّبتَ لـه. ويقال: البعيرُ بُرْحَةٌ من البُرَح، أي خِيار. وأعطِني مِنْ بُرَحِ إبلك، أي من خِيارها. يقال بَرّح فلانٌ تَبْرِيحاً فهو مُبَرِّحٌ إذا أذى بالإلحاح؛ والاسم البَرْح. والتّباريح: الكُلْفة والمَشَقّة. وضربَهُ ضَرْباً مُبَرِّحاً. وهذا الأمر أبْرَحُ عليَّ مِن ذَاكَ، أي أشق. قال ذو الرُّمة: أنيناً وشَكْوَى بالنّهارِ كَثيرةً عَلَيَّ وما يأتي به الليلُ أَبْرَحُ أي أشَقّ. ويقال لقيتُ منه البُرَحِين والبَرَحَين وبناتِ بَرْحٍ وبَرْحاً بارحاً. ومن هذا الباب البَوارح من الرّياح، لأنّها تحمل التراب لشدّة هبوبها. قال ذو الرّمّة: لا بلْ هو الشَّوْقُ مِنْ دَارٍ تَخَوَّنُها مَرّاً سحابٌ ومرّاً بارِحٌ تَرِبُ البارحة عند نزار قباني: إن كان لا يمكنك الحضور لأي عذرٍ طارئٍ سأكتفي بالرائحة إن كان لا يمكن أن تأتي غداً.. لموعدي إذن.. تعالي البارحة!! Esmaiel.Hasan@admedia.ae