عالم اليوم، عالم المقاييس العلمية، وعالم القوة في التميز وتحقيق كل ما يلزم الجودة العالية، الإشادة الدولية بنهج الإمارات في تطوير الطاقة النووية السلمية لم يأت من فراغ ولا بداعي المجاملات، كون هذه المنشأة ذات القوة الفاعلة لا تحتمل معيارين، بقدر ما هي باتجاهها الواحد، نكون أو لا نكون، العالم يعرف جيداً خطورة أي منشأة نووية على أي أرض من بقاع الكرة الأرضية، فلو لم تكن الثقة مكمن الإشادة، لما نطقت الألسن بهذه الشهادات التي تعبر عن دور دولة الإمارات في تحقيق أقصى وسائل السلامة، لمنشأة تعتبر مركزاً أساسياً في إمداد الكون بما يحتاجه من طاقة سلمية، تحقق له الحياة، والنجاة من عواقب حاجات ملحة وضرورية، وهي البديل الأكيد للطاقات التقليدية من بترول وغاز وطاقة شمسية.. هذا البديل الذي عنيت به الإمارات عناية تامة، بحكم الوعي الذي تتمتع به قيادتنا، وبحكم الدراية التامة، لما لهذه المنشأة من أهمية بالغة في تحقيق أمنيات السلم العالمي.. ولأن الإمارات سقف مرفوع ومكشوف أمام خبراء العالم ومختصيه، فإن الدرجات العلا التي حازت عليها هذه المنشأة، لم تكن بلغط أو غلط، بل هي نتيجة تلك المكاشفة، وتلك الشفافية، وتلك القدرة العالية على تقبل الرأي الآخر، والأخذ بنصائح ذوي العلم والاختصاص، الإمارات بهذه الخطوة، إنما تضرب مثالاً يجب أن يُحتذى به، من قبل دول تحاول جاهدة وتسعى بكل ما تملك من حيل للسير تحت جنح الظلام لتحقيق مآرب أخرى، قد لا تعود عليها ولا على العالم إلا بالويلات وعظائم الأمور، دول تحاول أن تركب موجة الطاقة النووية، بأساليب ملتوية وخارجة عن النص، بغية إثبات الذات، ليست بقوة المنطق وإنما بطاقة الاندساس تحت أدراج الأساليب غير المنطقية، وغير القابلة للتصديق، حتى وإن أظهرت أنياب “الليوث” فلن تكون مبتسمة يوماً، ولن تكون مسالمة يوماً، لأن الأفعال تناقض الأقوال. بهذه السيرة العطرة، تجد الإمارات من يشد على يدها، ومن يبارك خطواتها، لأنها خطوات الهدف منها سلام العالم، ووئامه، وانسجامه، واحترامه، ووجوده المعافى من أدران الملوثات والإشعاعات، وأعراض الهتك والفتك، الإمارات وما تقدمه للعالم من منجزات، هي الدروس وهي العبر، وهي الصور الحقيقية للجهد المبني على أسس علمية مخلصة وصادقة.
ما تقدمه الإمارات يضع العقل البشري أمام محك التجارب التي تبني وتُزهر العالم بألوان الحياة، وتزخره بعناصر الحركة الموجبة، وهي البلد الذي استطاع أن يحقق ما لم تحققه بلدان كثيرة، كل ذلك لأن العقلية هنا هي عقلية إنتاج، مع أدوات توفر السلم والسلام العالميين.


marafea@emi.ae