من منّا الذي لم يعش في لأواءٍ في حياته، فتلك اللأواء تعطي الحياة معناها، فكيف نعرف طعم حلاوتها، إن لم نذق مرارتها. لأواء، اللأْي، اللأى، الْتَأَى، مفردات تكاد تندثر، لقلة استعمالها على الرغم من فصاحتها. الَّلأَى في (لسان العرب) الإِبْطاء والاحْتِباس، بوزن اللَّعا، وهو من المصادر التي يعمل فيها ما ليس مِن لفظها، كقولك لَقِيته التِقاطاً وقَتَلْته صَبْراً ورأَيته عِياناً؛ قال زهير: وَقَفْتُ بِهَا مِنْ بَعْدِ عِشْرِينَ حِجَّةً فَلأيَاً عَرَفْـــــتُ الـدَّارَ بَعْــدَ تَوَهُّمِ الَّلأْيُ اللُّبْثُ، وقد لأَيْت أَلأَى لأْياً، لأ أَيْت في حاجتي، مشدَّد، أبطأْت. والتَأَتْ هي: أبْطَأَت. يقال لأَى يَلأَى لأْياً والتَأى يَلْتَئي إِذا أبطأَ. ويقولون: لأْياً عرفْتُ وبَعدَ لأْيٍ فعلت أي بعد جَهْد ومشقة. ويقال: ما كدْت أحمله إلاَّ لأْياً، وفعلت كذا بعد لأْيٍ أي بعد شدّة وإِبْطاء. وفي حديث أم أيمن، رضي الله عنها: فبِلأْيٍ ما استَغْفَرَ لهم رسولُ الله أي بعد مشقة وجهدْ وإبْطاء؛ ومنه حديث عائشة، رضي الله عنها، وهِجْرَتِها ابن الزبيرِ: فبِلأْيٍ ما كَلَّمَتْهُ. واللأَى: الجَهْد والشدّة والحاجة إلى الناس؛ واللأْيُ المشقة والجهد. والأصل في اللأْي البُطْء؛ قال أبو زبيد: وثارَ إعْصارُ هَيْجا بينَهُــمْ، وخَلَـتْ بالكُـورِ لأْياً، وبالأنســاع تَمْتَصِــعُ واللأَى: الشدة في العيش. وفي الحديث: من كان له ثلاثُ بنات فصَبَر على لأْوائهن كُنَّ له حجاباً من النار؛ اللأْواء الشدة وضيق المعيشة. ومنه الحديث: قال له ألَسْتَ تَحْزَنُ؟ ألَسْتَ تُصِيبُك اللأْواء؟ ومنه الحديث الآخر: مَن صبر على لأْواء المَدينة؛ واللأْواء المشَقة والشدة، وقيل: القَحْط، يقال: أصابتهم لأْواء وهي الشدة، قال: وتكون اللأْواء في العلة؛ قال العجاج: وحالَتِ اللأْواء دون نسعي وقد أَلأَى القومُ، مثل أَلعى، إذا وقعوا في اللأْواء. وقال أبو عمرو: اللأْلاء الفرح التام. والْتَأَى الرجل: أَفلَسَ واللأَى، بوزن اللَّعا: الثَّوْر الوحشيّ؛ قال اللحياني: وتثنيته لأَيان، والجمع أَلآء مثل أَلْعاعٍ مثل جبَل وأَجبال، والأُنثى لآة مثل لَعاةٍ ولأَىً، بغير هاء، هذه عن اللحياني، وقال: إِنها البقرة من الوحش خاصة. أَبو عمرو: اللأَى البقرة، وحكي: بكَمْ لآك هذه أَي بقرتُك هذه؛ قال الطرماح: كظَهــْرِ اللأَى لو يُبْتَغـى رَيَّةٌ بهـا، لَعَنَّتْ وشَقَّتْ في بُطُون الشَّواجِنِ وفي حديث أبي هريرة، رضي الله عنه: يَجِيء من قِبَل المَشْرِق قَوم وصفَهم، ثم قال: والرّاوية يَومئذٍ يُسْتَقى عليها أحَبُّ إِليَّ من لاءٍ وشاءٍ. دعبل الخزاعي: إلى اللّهِ أَشكُو لَوْعَةً عِنْــدَ ذِكرِهـِمْ سـقتني بكأسِ الثكلِ والفظعاتِ تَقسَّمَهُمْ رَيْبُ الزَّمَــانِ، فَمـا تَـرَى لَهــُمْ عقــوةً مَغْشــيَّةَ الْحُجُــراتِ قَليلــــةُ زُوَّارٍ، سِــوَى بَعــضِ زُوَّرٍ مَنَ الضَّبْعِ والْعِقبــانِ وَالرّخَمَــاتِ لهـــمْ كلَّ يــومِ نومــةٌ بمضاجــعٍ لَهُمْ فِي نَواحِـي الأرضِ- مُخْتَلِفاتِ تنكـــبُ لأواءُ الســنينَ جوارهــمْ فلا تصطليهــم جمــرةُ الجمـراتِ وقدْ كانَ منهمْ بالحجـــاز وأهلهــا مغاويــــرُ نحــارونَ في الســنواتِ لسان الدين الخطيب: إليكَ مـددتُ الكـفَّ في كل لأواء ومنكَ عرفتُ الدهــرَ ترديدَ نعماء ويسَّرتني قبل ابتـــدائي ونشــأَتي لِشـِقوة بعدي أو سعادةِ إذ نائيء تعاليتَ يا مولاي عـن كلِّ مشـبهٍ فيــا جــلَّ ما طوَّقـت مـن غُرِّ آلاء إذا اعتبرتَ نفسي سِواك بفكرتي فيا خُسرَ أوقاتـي وضيعــةَ آنائــي وإن أبصرَتْ عيناي غيـرَك فاعـلاً فقد تهتُ للأوهام في جُنْح ظلماءِ Esmaiel.Hasan@admedia.ae