تصنيف التقرير الدولي لتمكين التجارة 2010، دولة الإمارات العربية المتحدة في المرتبة الرابعة عالمياً في مجال كفاءة خدمات الشرطة، متقدمة بذلك على دول متقدمة عديدة مثل سويسرا والدنمارك والنرويج، لم يكن مصادفة أو ضربة حظ، وإنما كان ثمرة غرس إرادة حرصت على أن يكون هذا الوطن واحة أمن وأمان يستفيىء بظلالها الجميع حتى تؤتي أكلها رخاء واستقراراً وازدهاراً ينعم به أبناء هذا الوطن الغالي والمقيمين على أرضه. فهو ثمرة غرس الرؤية الثاقبة والصائبة لقائد مسيرة الخير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وحصاد دعم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وإخوانهما أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، وحصاد متابعة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وثمرة جهود ومبادرات الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، الرجل الذي انتقل بأداء المؤسسة الأمنية والشرطية نحو آفاق غير مسبوقة، وهي تنفتح على المجتمع وأفراده باعتبارهم شركاء أساسيين في كل مبادرة تعزز ما تحقق من أمن واستقرار لهذا الوطن، ولله الحمد.
ويقيس التقرير مستوى العنف بما في ذلك الجريمة والتهديدات الأمنية، إضافة إلى كفاءة الشرطة في فرض الأمن والنظام في البلاد. ويعتمد التقرير السنوي الذي يصدر عن المنتدى الاقتصادي العالمي على تقييم 9 عوامل ومؤشرات رئيسية، تتضمن 56 عنصراً فرعياً. وهو يؤكد أن هذه العوامل تقود إلى تحقيق وترسيخ البيئة الآمنة التي تعتبر من أهم عوامل تمكين التجارة وضمان نقل البضائع والسلع دون عوائق، والسلامة الجسدية للأفراد في تلك البيئة. ومن ضمن المؤشرات التي يرصدها التقرير عند التقييم 3 مؤشرات تتعلق بإمكانية الاعتماد على خدمات الشرطة والتكاليف التي تتكبدها الأعمال التجارية بسبب الجريمة والعنف، إضافة إلى التكاليف المترتبة على التهديدات الأمنية.
وخلال السنوات القليلة الماضية تابعنا مبادرات وزارة الداخلية في تطوير فلسفة الأمن التي قامت عليها إمارات الخير والمحبة على يد القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، القائد الذي «اختصر المسافات وأمّن الخائف وأطعم الجائع وعلّم الجاهل». مبادرات «الداخلية» التي أشرف على كل تفاصيلها «أبو زايد» وهي تتجاوز الأداء التقليدي ببرامج واسعة وشاملة قامت على الارتقاء بالعنصر المواطن وتأهيله لنجد اليوم - على سبيل المثال لا الحصر- أن المؤسسة الأمنية الشرطية في بلادنا تضم أكبر عدد من حملة الشهادات العليا ربما على مستوى المنطقة.
مبادرات اعتمدت تحفيز المشاركة المجتمعية وتعزيز العمل الوقائي، وتنظر إلى كل فرد في المجتمع باعتباره شريكاً أساسياً لحفظ الأمن ومكوناً أصيلاً في إنجاح تلك الخطط والبرامج والمبادرات. إن هذا التصنيف والتقدير الدولي هو في الواقع مناسبة لبذل المزيد من الجهد للمزيد من التفوق والإنجاز، وهو مناسبة أيضاً للتعبير عن الامتنان والعرفان للعيون الساهرة على أمن الوطن، سائلين المولى عز وجل ونحن في هذه الأيام المباركة أن يديم على إماراتنا الأمن والاستقرار والرخاء والازدهار بقيادة خليفة الخير وإخوانه الميامين.


علي العمودي | ali.alamodi@admedia.ae