إن الإنجاز العالمي الجديد الذي أضافته وزارة الداخلية بحصول الدولة على المركز الرابع عالمياً في مجال كفاءة خدمات الشرطة، في تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي الذي يقيس مستوى العنف، بما في ذلك الجريمة والتهديدات الأمنية، وكفاءة الشرطة في فرض الأمن والنظام في البلاد، ما هو إلا ثمرة لدعم القيادة الرشيدة وسياستها الحكيمة، والتميز والريادة اللذين تنشدهما حكومتنا على مختلف الصعد وفي شتى المجالات، كما أنه وسام يستحقه الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نظير جهوده وسهره، ومتابعته الدائمة والمستمرة والحثيثة، فهذا الرجل ورغم مشاغله ومسؤولياته تجده أول المتابعين للقضايا، ولكل صغيرة وكبيرة على اتساع رقعة وطننا الآمن، كما حققت وزارة الداخلية والأجهزة الشرطية بالدولة طفرة غير مسبوقة في تسخير التقنيات الحديثة واستخدامها في خدمة منظومة العمل، وهو ما سهل العمل وزاد من دقته، فهو الداعم الأول لكل فكرة وبرنامج من شأنه تطوير المنظومة الشرطية، ناهيك عن الجهد الذي يبذله في الحفاظ على أمن وأمان الإمارات والتي احتلت، بفضل هذه الجهود، المراتب الأولى في الأماكن الأكثر أمناً وأماناً عالمياً والمفضلة لدى الأجانب للعيش فيها.
إن هاجس الأمن هو من أكثر العوامل المؤثرة على تطور وتقدم الشعوب والدول، فإذا عمّ الأمن وساد الأمان ازدهرت التجارة، وعاش الناس في طمأنينة وانصب تركيزهم على العطاء والبناء والعمل لتتقدم الدولة، في مختلف المجالات، وعلى الأصعدة كافة، وهو ما أكده التقرير الذي اعتمد على تقييم 9 عوامل ومؤشرات رئيسية، مؤكداً أن البيئة الآمنة تعتبر مهمة جداً لتمكين التجارة وضمان نقل البضائع والسلع دون عوائق، كما تشكل السلامة الجسدية عاملاً مهماً في هذا السياق.
واعتمد التقرير على تقييم إمكانية الاعتماد على خدمات الشرطة، والتكاليف التي تتكبدها الأعمال التجارية بسبب الجريمة والعنف، إضافة إلى التكاليف المترتبة على التهديدات الأمنية، وحققت الدولة فيها تقدماً وتطوراً مهماً جراء المبادرات والبرامج الهادفة التي طبقتها لتحسين خدماتها، وتطوير كفاءاتها الوطنية، إضافة إلى بناء الثقة، وبث الطمأنينة لدى مختلف شرائح المجتمع، عبر استخدام أحدث نظم تكنولوجيا المعلومات، وانتقالها من أساليب العمل التقليدية إلى الأساليب العلمية الحديثة المبنية على العمل بسياسة المبادرة، وتحفيز المشاركة المجتمعية، والتشاور والتواصل الفاعل بما يضمن الارتقاء بالأداء وتعزيز الأمن والسلامة.
إننا إذ نفخر بالإنجاز، ونستبشر بمواصلة العطاء على نفس الوتيرة بتأكيد الشيخ سيف بن زايد أن من يحظى بمثل هذا الدعم والاهتمام لابد له من الإنجاز وبلوغ التميز المنشود، معرباً سموه عن أمله في مواصلة الجهود الجماعية الكفيلة بالحفاظ على ما تم تحقيقه من مكتسبات وطنية من جهة، والسعي الحثيث لتحقيق المزيد من النجاحات من جهة أخرى.

محمد عيسى | m.eisa@alittihad.ae