كل الأحاديث الكروية منصبة حالياً على أمرين .. الأول هو أداء فريق العين اللافت بعناصره الشابة ومدى قدرته على الاستمرار، والثاني هو الأداء الذي يشبه اللغز من فريق النصر للعام الثالث على التوالي ومن المسؤول؟
فيما يخص العين وقدرته على الاستمرار، نقول وما الذي يمنع من الاستمرار، شخصياً لا أعتقد أن ما حدث أمام النصر مجرد فورة، بل الصحيح أن نقول عنه إنها الإمكانيات الحقيقية للاعبين، وهي التي يجب أن تقيس عليها إذا قلّ أداء الفريق عنها في مباراة من المباريات، وهذا لا يعني بالطبع أن الفريق سيكون قادراً على الظهور بهذا الشكل في كل مبارياته، فهذا ضد منطق كرة القدم التي تحكمها المتغيرات من كل جانب، وفي كل وقت وفي كل ثانية من كل مباراة.
وتسألني عن سر جاذبية العين، فأقول لك على الفور “أبناء النادي”، فتقول لي نحن في زمن الاحتراف، فأقول لك نحن لا نزال في البدايات الأولى، لا زلنا عاطفيين، نحب نادينا، ونحب مدينتنا ونحب مدربنا “ابن النادي” الذي يعرفنا ونعرفه ويفهمنا ونفهمه، هذا هو سر الطبخة العيناوية الجديدة، سرها يكمن في عبد الحميد المستكي الذي يعرفهم ويعرفوه ويحبهم ويحبوه، إضافة إلى إمكانياته وقدراته الذي شاءت إدارة نادي العين أن تظهرها وتعطيها الفرصة.
وإذا كانت ميزة نادي العين تكمن في عبارة “أبناء النادي” فإن مشكلة نادي النصر تكمن في العبارة نفسها!.
على عكس العين يفكر النصر، فإدارته الموقرة تظن أنها من الممكن أن تشتري فريقاً يأتي ببطولة الدوري، ونسيت أن هذا المفهوم الذي من الممكن أن يحقق النجاح في الدوريات العريقة في أوروبا لا يجدي عندنا الآن، لأننا لا نزال في “كي جي ون” احتراف، وحكايات الانتماء والعواطف والتربية والنشأة من الصعب أن نتخلص منها في يوم وليلة. النصر ليس فيه من أبناء النادي سوى لاعب أو لاعبين أحدهما ذهب ثم عاد، خط الدفاع كله من فرق شتى.. فكيف يكون الانسجام وكيف يكون الولاء.
أبناء النادي حتى في أوروبا قيمة لها ثمنها، وستظل بمثابة سياج حقيقي يحمي مكتسبات أي نادٍ مهما كان.
النصر لا يدفع ثمن أخطأ مدرب في تغيير لاعب، ولا يدفع ثمن لاعب غير موفق، النصر يدفع ثمن سياسة إدارية خاطئة منذ الشرارة الأولى من الاحتراف، وسوف يظل يدفع الثمن حتى يعود لصوابه، حتى يعود لمفهوم أبناء النادي، وإذا لم تخني الذاكرة، فالنصر لديه فرق تحقق نتائج جيدة على مستوى الناشئين، عودوا إلى الجذور.

أما بعد
علمت أن العين يتصدر أيضاً في دوري الرديف.. لست أدري لماذا تذكرت الآن ليس فقط عدد بطولات الدوري العيناوي بل أيضاً أنه الفريق الإماراتي الوحيد الذي حقق البطولة ثلاث مرات متتالية.


محمود الربيعي | mahmo d_alrabiey@admedia.ae