مرّ أكثر من ربع قرن على إنشاء اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، نظم المئات من المحاضرات، وعشرات الندوات والمؤتمرات، وشارك في عشرات الفعاليات داخل الدولة وخارجها، ونشر مئات عدة من الكتب، وجذب عشرات الأعضاء إلى عضويته، تلك العضوية المقسمة بين عضوية عاملة (للمواطنين)، وعضوية منتسبة (للوافدين)، وفي السابع والعشرين من الشهر الجاري، يعقد الاتحاد جمعيته العمومية لرسم سياسته وقيادته للمرحلة القادمة. ومن المفترض أن يكون قد أسس قاعدة ثقافية إبداعية، وزاد من أعضائه وجمهوره والمترددين على مقاره المنتشرة في أبوظبي والشارقة ورأس الخيمة، كما من المفترض أن يكون الأعضاء العاملون قد حققوا زيادة في الكم أدت إلى زيادة الانخراط في نشاطاته، وزيادة في النوع أدت إلى ظهور أصوات جديدة متميزة، لكن الواقع يقول عكس ذلك، فهنالك قطيعة ما بين الجيل المؤسس للاتحاد من المثقفين والمبدعين، وهو الجيل الذي أسس لثقافة ما في مرحلة من المراحل، وبين الجيل الشاب الجديد، الذي من المفترض أن يبني على تلك المرحلة ويواصل الصعود إلى النوعية والتجريب، كما يكشف الواقع أيضاً شبه غياب للأعضاء العاملين عن النشاطات والندوات واللجان الثقافية والنوادي الإبداعية الشعرية والقصصية ومعظم الفعاليات، بينما ينشط الأعضاء المنتسبون في الحضور والمشاركة والكتابة والتغطية وغيرها من أنواع التفاعل، أما جمهور المحاضرات والنشاطات الذين لا يخضعون لشروط عضوية الاتحاد (العاملة والمنتسبة)، فهم في الغالب من جنسيات المنتسبين، ولا ندري إن كان هذا الواقع يشكل هاجساً للمسؤولين في اتحاد الكتاب، أو أنهم ينظرون إلى الأمر ببساطة، ولكن بعيداً عن هاجس المسؤولين، فإنني أتوجه بالسؤال للأعضاء العاملين: أين أنتم؟ ولماذا لا تشاركون في اتحادكم؟ ولماذا لا تتذكرونه إلا عندما ترغبون في تنظيم أمسية أو إصدار كتاب؟ لقد سمعت آراء كثيرة من الذين لا يحضرون ولا يشاركون في فعاليات الاتحاد من الطرفين، العاملين والمنتسبين، وبعيداً عن الذين برروا غيابهم بانشغالاتهم وضيق الوقت، وهي تبريرات غير مقبولة، فإن ما تبقى إما (زعلان، أو غاضب، أو لا يحب الحضور، أو يكره أعضاء اللجان الثقافية، أو لا يتناغم مع مسؤولي هذه اللجان)، أو أنه يبتسم كونه تجاوز مستوى الاتحاد وأعضائه، والبعض يجيبك برعونة وحماقة، والبعض الآخر يوصل رأيه عن طريق آخرين، ويعبّر عن (احتقاره) للجان والحضور. هنالك أمراض نفسية تنتشر بين الأعضاء العاملين والمنتسبين على حد سواء، وهي أمراض لا يستطيع أطباء النفس التعامل معها، لأنها مزمنة، وهذه الأمراض لا تعكس النقاء الذي يجب أن يتحلى به المبدع، إضافة إلى التسامح والحكمة وقبول الآخر والاطلاع على نتاجاته، والتحاور معه، فبعض المبدعين يتخذون مواقف إبداعية من زملاء لهم، ثم تنسحب لتصبح مواقف شخصية وإنسانية. نحن لسنا في معرض مناشدة أحد من الطرفين، لكننا في معرض الطلب من الجمعية العمومية مناقشة هذا الواقع، واتخاذ قرارات بشأنه. akhattib@yahoo.com