دائما ما يخطر هذا السؤال ببالي، فأقف بعد كل مشوار أتنهد طويلا وأنفث عن صدري غيمة من الجهد وأتساءل: هل يستحق الأمر فعلا؟! *** هكذا هي كل الحياة، كل ما نقوم به، ونتفاعل لأجله، ونتحمس له، وسواء نجحنا فيه أم لا، يبقى السؤال فيها عالقا، هل يستحق الأمر كل هذا؟! ولكن أغلبنا لا يخطر السؤال بباله إلا متأخرا جدا، فيما يبدو السؤال لدى بعضنا مدعاة للأرق واليأس، ولكنه في جوهره “جوهرة” تدل بشكل أو بآخر أننا ما زلنا على قيد الحياة، ولازال أمامنا الوقت الكافي، لكي نقوم فعلا، بشي يستحق. *** على الرغم من كثرة العناوين والأفكار والمشاعر التي تجول كل ساعة، تبقى الحروف عصية أمامي، أجدني عاجزة عن لمها ونسجها؛ وبدلالها المفرط تنفرط مني في ساحات صبري الضيقة؛ أطلبها تطفي نار أفكاري، فتتركني رمادا مشتعلا؛ أخاف من مجرد التفكير بأنها تريد توديعي، ولكن إن قررت الحروف هذا يوما، كيف لي إقناعها ألا معنى لانتصارها بهزيمتي؟! *** هناك على الرصيف حيث النسيان يتأرجح وكله شغف لرفيق يشاركه حلم أبى أن ينام، تغدو الذاكرة بلا لون، فغابت فيها كل ملامحهم، حتى أثار خطواتهم القديمة لم يعد لها مكان، كل شيء تم دفنه بإتقان محكم، ومنع الجميع الاقتراب منه حتى نسي التراب ما فيه، فلا مكان لشيء يمكن أن يتسرب، لتبقى الذاكرة حصينة حد النسيان؛ ويبقى النسيان حاضرا حد الذاكرة. *** حضورك لا يشبه أي حضور؛ إنه يشبه المطر حين يهطل، تتغنى به السماء والعشب ويحتفي به الأطفال، فيما يظل العشاق يتطلعون لغيمة تشبه حزنه، خاصة وأن الحزن طقس أبدي لا يكتمل العشق إلا به؛ عندما تأتي، سأنتظرك هناك، لأدغدغ أطرافي برذاذ حضورك، وأحتفي بك بطريقة من صنعي، أخلط فيها انتعاش العشب وضحكات الأطفال وأغاني السماء.. وبعضا من دموعي.



Als.almenhaly@admedia.ae