رويداً رويداً ومع توالي مباريات الدوري تتضح الأشياء وتظهر أعراض المنافسة على من لديه القدرة على ذلك.. وعلى الرغم من أنني أدرك أن المشوار طويل والمتغيرات أطول إلا أن “الجواب يبان من عنوانه” كما يقولون. ولولا هذا “الجواب” لما سارع الوحدة مثلاً على تصحيح المسيرة في وقت مبكر جداً، ولم يتردد في إقالة المدرب بولوني الذي تحول الفريق في أيامه من الضد إلى الضد، وبالمناسبة فما يحدث للوحدة لا يسأل عنه المدرب فقط بل هناك مسؤولية إدارية ظهرت في أعقاب حصول الفريق على بطولة الدوري. نعود إلى موضوعنا وأقول إن سباق المنافسة على اللقب بدأت تتضح ملامحه من بدري، خاصة بعد الفوز الثاني على التوالي الذي حققه فريق الجزيرة على وجه التحديد.. فمن الأسبوع الأول شعرت أن الجزيرة ماض في طريقه بجدية وإصرار وروح.. كما أن بني ياس مضى هو الآخر في طريق الانتصارات وأراد أن يقول لنا بصوت عال أنه سيدخل ركب المنافسة لا محالة ونحن نوافق على ذلك.. لكننا في نفس الوقت لا نوافق على ركوب موجة الحديث عن النفس “لاتتحدث عن نفسك ودع الآخرين يفعلون ذلك” عموما بني ياس – وقلنا ذلك – من العام الماضي تمكن من دخول عالم الفرق الكبيرة المرشحة لإحراز الألقاب. أما متى يمكنه الحصول على اللقب فذلك لا زال في حاجة لبرهان، الفريق الثالث الذي يحلو لي الحديث عنه هو الأهلي.. ولو تذكرون أنه كان الفريق الوحيد الخاسر الذي أضعه في اعتباري كلما جاء الحديث عن المنافسة.. فالأهلي في كل الظروف لا يستهان به. إلا أنه من عيوبه أنه أحياناً يشعرك بالإجهاد والحيرة في تفسير أمره، وفي رأيي المتواضع أنه لو كانت هناك خطورة على الجزيرة في هذا الموسم فسوف تأتيه من الأهلي على وجه الخصوص، قبل أن تأتيه من الوحدة أو العين، وربما جاءته من بني ياس أو من الوصل وهذا يعتمد على مدى قدرتهما على التواصل في منافسة طويلة النفس. ولا أخفي غضبي من الوصل ومن مدربه فارياس .. فالنادي بأكمله وبجماهيره ظن في الأهلي السوء ولم يقدره حق قدره فدفع الثمن غالياً، ولعله درس في منتهى القسوة وجميل أن يأتي في بداية الموسم حتى يتعظ فارياس الذي بدأ بغرور قاتل وكأن دوري الإمارات ليس فيه إلا الوصل! ولم تكن الحسابات والتقديرات الخاطئة وحدها التي هزمت الوصل حيث أفقدته التوازن بعد هدف السبق الأهلاوي الخاطف، بل كانت أيضاً تدخلات المدرب وبخاصة في سحبه للاعب راشد عيسى.. فقد كان قراراً غريباً، وكانت كل التغييرات توحي أن الوصل يحسبها غلط وأنه أساء تقدير منافسه. أما بعد اللاعب أحمد خميس يولد من جديد في الأهلي.. وإذا ظل مستواه على هذا النحو ستكون الإدانة بلا حدود على دار الزعيم “وياما في الحبس مظاليم” ! mahmoud_alrabiey@admedia.ae