عندما يكون أي قرار استدراكاً لخطأ، فهو من نوعية القرارات الشجاعة، وعندما قررت إدارة نادي الوحدة إقالة المدرب الفرنسي بولوني بعد ثلاث مباريات فقط من بداية هذا الموسم، فهي قد لحقت بنفسها قبل أن يتورط الفريق في مزيد من التدهور، وهي أيضاً تفعل ذلك كأنها تعترف بخطأ تغيير المدرب الذي لم يكن له أي داعٍ في الموسم الماضي، وحتى لو قلنا إن هذا حقها، فلم يكن بولوني هو المدرب المناسب على الإطلاق مع احترامنا وتقديرنا لخبرته ومكانته واسمه، وإذا كنت تريد دليلاً على أنه المدرب المناسب من عدمه، فما عليك إلا أن تنظر لفريق الوحدة حالياً وتقارن بينه وبين فريق العام الماضي . الفريق الوحداوي وصفه عبد الله صالح بأنه أصبح “مسخ” أي بلا ملامح وبلا شخصية، وفي مرة سابقه قال عنه إنه فقير! وحقيقة الأمر أنني أستغرب كل الذين قالوا إنه ليس قراراً فنياً، معتمدين على أن السبب هو خلاف بين المدرب وبعض اللاعبين، وإنه لا يجوز الحكم على المدرب من ثلاث مباريات فقط.. وهذه الآراء رأيت فيها الكثير من عدم الصواب أو ركوب موجة التعقل.. فماذا ننتظر إذا ساءت العلاقة مبكراً بين المدرب ومعظم اللاعبين ، إن هذا العنصر الذي يدخل في صميم النواحي الفنية، ربما يكون وحده كافياً لإنهاء العلاقة، فما بالك بالصورة الغربية التي أصبح عليها الفريق والتي تسببت في خسارته لبطولة السوبر ثم المباراة الافتتاحية، ولو كانت المباراة الثالثة مع فريق غير اتحاد كلباء لوقعت الثالثة! الوحدة مع السيد بولوني فقد كل مقوماته، ولو كان يدربه أحسن مدرب في العالم لوجب رحيله على الفور! عموما عندما تصل حالة فريق الوحدة إلى هذه الدرجة من السوء، فلن تستغني الإدارة عن كل اللاعبين بالطبع، وإنما عن المدرب، ولا يهم عندما تصل الحالة لهذه الدرجة أن نعرف أسباب الرحيل، وهل هي لأسباب فنية أم غير فنية! وعندما نذهب إلى مباراة الأهلي والوصل التي عاد فيها “الونان” الأهلاوي الشهير إلى العزف بعد توقف طويل إثر رباعية فريقه الجميلة، فإن الأسباب ترجع لقوة كانت غير مستغلة في الأهلي، فقد كنت دائماً ولا زلت أقول إن في الأهلي قوة لكني لا أفهمه، وقد علمت أن الإدارة لعبت دوراً مهماً في الأخذ بيد الفريق، وإعادة تأهيله بعد خسارته من الظفرة في الافتتاح، ولم يكن القوة الأهلاوية العائدة هي السبب الوحيد في هذا الفوز الكبير، بل إن للوصل دخلا مؤثرا جداً فيما حدث له، وقناعتي أن الوصل نسي نفسه وأخذة غرور الموقف بعد فوزه على الوحدة في الافتتاح وخسارة الأهلي وحسبها غلط هو ومدربه على حد سواء بدليل حالة “اللاوزن” التي انتابت الفريق لمجرد أن الأهلي سجل هدف السبق الذي كان بمثابة مفاجأة غير متوقعة على الإطلاق للوصل لست أدري لماذا! ولعلك قد لاحظت أن الوصل جن جنونه وراح يهاجم بكل لاعبيه ونسي أنه يلعب أمام فريق كبير وكان بديهياً أن يسجل الأهلي الهدف الثاني بكل سهولة لانفتاح ملعب الوصل الخلفي، ويؤكد هذا الكلام ما قاله مدرب الفريق الذي يركبه غرور قاتل عندما هاجم فريقه وبرأ نفسه بقوله إن اللاعبين كانوا في حالة عدم تركيز، ولم يعرف المدرب الهمام أنه كان أحد أسباب عدم تركيز فريقه الذي ظن أنه قادر على إحراز البطولة لمجرد فوزه على الوحدة “الفقير” في المباراة الأولى! أما بعد للذين يحبون رمي الاتهامات على الفاضي والمليان على الدوري ووصفه بالغرابة والعجب لمجرد أن يخسر فريق في أسبوع ويكسب في أسبوع، أقول لهم إنها كرة القدم يا سادة يا كرام. mahmoud_alrabiey@admedia.ae