لا ندري هل هناك أعمال تصلح لرمضان ولا تصلح في غيره من شهور السنة، أو العكس صحيح في أن الأعمال غير المناسبة لرمضان، يمكن أن تكون مقبولة في بقية الشهور. أقول ذلك من باب العجب الذي يصيبنا ونحن نسمع بعض كلمات النقد التي نسمعها توجه هذه الأيام إلى بعض الأعمال الفنية، خاصة التي تتضمن إيحاءات تخدش الحياء العام ولا يتضمن قاموسها كلمة حشمة، وتتهمها بأنها أعمال لا تتناسب وطبيعة شهر الرحمة والمغفرة ولا تتماشى مع روح رمضان. كلام في الحقيقة بلا معنى ولا منطق، وأصحابه يتناسون أن أي برنامج لا يصلح في رمضان، فإنه لا يصلح لكل شهور السنة، وليس هناك تجزئة في الإسلام بأن يتشدد في شهر، ويتساهل في بقية الأشهر، وكأن الالتزام بالحشمة ضروري عندما نصوم، وعندما يذهب الصوم تذهب معه الحشمة. وآخر ما قرأناه في هذا الصدد، كان الجدل الدائر عن برنامج حليمة بولند على قناة mbc، وكثرة المطالبات بإيقاف بثه، على الأقل في العشر الأواخر، والسبب شكوى كثير من المشاهدين، والذين يرون أن طريقة تقديم حليمة للبرنامج بعيدة كل البعد عن الاحتشام، بالإضافة إلى ارتدائها أزياء لا تتناسب مع روح الشهر الكريم، كما أن توقيت عرض البرنامج قبل الإفطار والإمساك لا يصلح للشهر الكريم !! ورغم كثرة المطالبات بإيقاف البرنامج كما يقولون، إلا أن القناة مستمرة في بثه، وهو الأمر المتوقع، لأن المسألة في التلفزيونات لا تتوقف على نوع ما يقدم، ولكنها تتوقف على حجم الإعلانات والدخل الذي يحققه أي عمل، وطالما أن برنامج حليمة «يدخل فلوس»، فإنه سوف يستمر، ولا تهم الشكوى من قلة الحشمة ولا كل الحديث عن مدى مناسبة العمل لرمضان. علاوة على ذلك، ماذا تتوقعون من حليمة أن تقدم في رمضان، برامج عن الخطب والموعظة الحسنة على سبيل المثال !! بالطبع لا، هذه هي طبيعة برامجها القائمة على الإيحاءات والإثارة، والكل يعرف ذلك وهو السبب الرئيسي وراء التعاقد معها وإنتاج البرنامج، من الأساس، ولعل أصحابه سعداء بردة الفعل وكثرة الجدل حوله، لأنه في اعتقادهم يساهم في زيادة انتشاره وجذب قدر أكبر من المشاهدين. ومثل هذا الأسلوب مرفوض في كل وقت، في رمضان وغير رمضان. Saif.alshamsi@admedia.ae