كنت أشاهد مباراة الظفرة واتحاد كلباء والتي انتهت بفوز أبناء الساحل الشرقي بهدفين مقابل هدف، فتذكرت المدرب السابق للاتحاد البرازيلي باتريسيو، والذي قال في عز أزمة الفريق، وبينما كان رصيده لا يتجاوز نقطة “يتيمة”، وبفارق كبير عن الفرق التي تعلوه في جدول الترتيب إنه واثق بأن فريقه سوف يبقى في دوري المحترفين بنسبة 100%. وبعد نهاية المباراة ولما ارتفع رصيد نقاط الفريق إلى 14 نقطة وصعد إلى المركز العاشر متفوقاً على العين بفارق المواجهة المباشرة مع العين، والتي فاز بها الاتحاد في عقر دار الزعيم بأربعة أهداف مقابل هدف، ويبدو فريق الاتحاد في أفضل فتراته هذا الموسم، ومنذ قدوم البرازيلي فييرا بديلاً لمواطنه باتريسيو، وهو يسير من حسن إلى أحسن، وفيما كانت جماهيره في السابق، قد اقتربت من حالة اليأس، وأصابها القنوط من إمكانية نجاة الفريق، ها هو في مركز جيد، مقارنة بتلك الفترة الماضية، وأصبح بيده أن ينقذ نفسه، فهو لم يعد بحاجة لخدمات الآخرين. اليوم أتذكر مقولة باتريسيو وأرفع له القبعة، أينما كان لا لشيء، ولكن لأنه في الفترة التي فقد فيها الجميع الثقة بقدرات الفريق واللاعبين كان وحده الذي أمن بها، وأدرك أنهم يملكون القدرة والكفاءة على هزيمة أي فريق وإن النتائج السلبية التي كانت تحدث آنذاك، لم تكن لتعبر عن إمكانيات اللاعبين الحقيقية. واليوم أتذكر مقولة باتريسيو، وأفكر بالجانب الخفي الذي لم يذكره في تلك المقولة، وهو الذي مفاده أن اتحاد كلباء قادر على انتشال نفسه من ذيل الجدول، كما أنه قادر على إشعال فتيل المنافسة في القاع، في حال تم استبدال باتريسيو نفسه، بمدرب آخر قادر على استخراج أفضل ما لدى لاعبيه، ويجيد توظيفهم بالطريقة الصحيحة، وهو ما فعله البرازيلي فييرا. وضع اتحاد كلباء قدميه على طريق النجاة، وهو لا يزال مهدداً وبقوة في دوامة الهبوط، ولكنه يخوض مبارياته بالأسلوب الذي زرعه فييرا في اللاعبين، وتحولت مباريات الفريق في الدوري إلى مباريات نهائية، وعلى طريقة “أكون أو لا أكون”. وفي ظل انعدام المنافسـة في القمـة وابتعاد الجزيـرة المتصدر عن أقرب المطاردين بفارق 10 نقاط، ينبغي من القائمين على المسابقة تقديم جزيل الشكر لفريقي دبي والاتحاد اللذين أنقذا البطولة من “الموت السريري” وسجل الفريقان أهدافاً عدة في مرمى فريق المعارضين الذين يتصدون لأي فكرة مناديـة لـرفـع عـدد الأنديـة. Rashed.alzaabi@admedia.ae