بعض القراء لم يعجبهم أن تلام الزوجة على خيانة زوجها لها أو بحثه عن الحب في مكان آخر، غير أن الزوجة الحسناء التي تحولت إلى فتاة الديسكو أيقنت أنها ملامة على الحالة التي إليها، وهي الملامة على حالة زوجها المتناقض، في تلك اللحظة التي شاهدت نفسها في المرآة عرفت أن عليها أن تفعل شيئاً من أجل إنقاذ منزلها من الانهيار ومن تفكك أسرتها الصغيرة، فالمرأة هي وحدها المرساة التي تثبت أركان المنزل لأنها هي الأساس، الزوج قد يكون مثل عابر السبيل، لدرجة أنه قد لا يعرف ما يدور في منزله ومع أبنائه فهو إما يكون مشغولاً بأعباء وظيفته وإما لاهثاً وراء شهواته وألعابه ولهوه مع أصدقائه، وكأنه مجرد طفل في ملابس رجل. لكنها رغم ذلك لم تكن واثقة من نفسها لدرجة تمكنها من مواجهة زوجها وخياناته، فهي لا تعرف ردة فعله، بل وتخشى من ردة فعل عكسية تخرج عن السيطرة، وقطع عليها أفكارها اتصال الحبيب الذي كان يفترض أن تلتقيه تلك الليلة، ووجدت نفسها تهفو للتحدث معه وتفصح عما يدور في نفسها، لكنه كان متشوقاً لرؤيتها وليس للاستماع إليها، كان يبحث عن المتعة فقط وليس القيام بدور الصديق الذي تجده عند الضيق، اكتشفت حجم الخطأ الذي ارتكبته في حق نفسها وفي حق أسرتها وكرامتها فها هي تقع في شباك رجل آخر خائن لا يهمه سوى المتعة واللهو.. في تلك الأثناء وفي ذلك الوقت المتأخر من الليل باغتها زوجها وقد أفاق من سباته فتلعثمت وتحشرجت، فقد خشيت أن يكون قد سمعها وهي تتحدث خلسة في الهاتف، فوجدت نفسها متحفزة للهجوم كوسيلة دفاعية لكنه فاجأها بعدم اكتراثه بل إنه لم يعرها أي اهتمام إلا من سؤال عن سبب سهرها لهذا الوقت المتأخر في الليل، حينها انفجرت في وجهه لتخبره أن النوم فارقها منذ أن عرفت بخياناته لدرجة أن الأمر فاض بها. تركها ببرود وعاد إلى نومه، الأمر الذي أغاظها فقررت الهروب وترك المنزل، وحملت طفليها وانطلقت الى بيت والدها في إمارة أخرى، لكن وهي في الطريق راودتها خطة لتذيقه مرارة الهجران وقلق الفقدان، وقررت ألا تذهب إلى منزل ذويها. وعند ساعات الفجر الأولى اتصلت به بصوت لاهث متحشرج متقطع متألم لتخبره أنها تعرضت لحادث مروع، وقبل أن يلتقط أنفاسه أو يستعيد وعيه من المفاجأة كانت قد أغلقت هاتفها لتتركه في حيرة وقلق، وألم يعتصر فؤاده. amal.almehairi@admedia.ae