منذ زمن ليس بالقصير وقبل أن يبدأ عصر الثرثرة الفضائية والفلسفة وستوديوهات التحليل التي يكثر فيها الزبد ويقل فيها ما ينفع الناس كانت مباريات المنتخب يسبقها صوت أبي بكر سالم الشجي وهو يردد أغنية “منصور”، وعلى الرغم من بساطة الكلمات واللحن، إلا أنه كان لها مفعول السحر في قلوب الناس التي كانت تشاهد المباريات في منازلها وكأنها في المدرجات، فكانت ترتدي قمصان الأبيض وترفع أعلام الإمارات. واليوم عندما يدشن منتخبنا مشواره في كأس آسيا نتذكر تلك الأيام ونحاول أن ننفض عن أجهزتنا السمعية ما يعلق بها من ضوضاء وضجيج ونستذكر أبا أصيل بصوته العذب وهو يقول “شد العزم شده يا منتخب”. دائماً ما تكون الخطوة الأولى في منتهى الأهمية وهي تعطينا انطباعاً مبدئياً عما سيكون عليه الحال خلال البطولة، ولا أعلم هو سوء الحظ أم من حسنه أن يقع منتخبنا في مجموعة متوازنة إلى أبعد الحدود وتنتفي صفة المفاجأة في أي نتيجة قد تحدث فيها. نبدأ اليوم على بركة الله ويواجه لاعبو الأبيض نظرائهم في منتخب كوريا الشمالية وهي مواجهة صعبة أمام الفريق الذي شارك قبل ستة أشهر في نهائيات كأس العالم وأبلى بلاء حسناً في المباراة الأولى التي خسرها أمام البرازيل قبل أن ينهار أمام البرتغال وساحل العاج. وبعد أن شاهدنا معظم المنتخبات المشاركة في البطولة وشاهدنا اللاعبين في مختلف الفرق دعوني أزعم أنني اكتشفت حقيقة مذهلة، فعندما نستعرض الأسماء الموجودة في قائمة منتخبنا فرداً فرداًَ نجد أننا نمتلك لاعبين لا يقلون عنهم إن لم يكونوا أفضل منهم، وإننا لا نبالغ لو طالبنا اللاعبين أن يقدموا أفضل ما لديهم وأن يتحلوا بالروح القتالية من أجل الفوز فقط لأن أي نتيجة أخرى لا يمكن أن نصفها بالإيجابية. وتبقى هذه الروح هي الفيصل في الملعب وهي التي جعلت “نشامى الأردن” يحبسون أنفاس الساموراي الياباني الذي انتزع التعادل بشق الأنفس، كما مكنت “نسور سوريا” من انتزاع نقاط المباراة أمام الأخضر السعودي. أنتم أهل لها والفوز ليس بالمستحيل إذا ما كنتم أنتم كما عرفناكم وكما عهدناكم، نطالبكم اليوم بالفوز ولا شيء غيره في بداية المشوار، والروح القتالية هي سبيلكم للفوز، الفوز فقط والفوز فقط دون أن يتذرع أحد بالضغوط فكل من جاء إلى الدوحة هو تحت الضغط. في الختام: الوطن هو النبض وهو العطاء وهو الشعور واليوم يوم الأبيض يوم الوطن وأغنية منصور. راشد إبراهيم الزعابي | ralzaabi@hotmail.com