قبل أن أتوجه الى لبنان الأسبوع الماضي نصحني العديد من الأصدقاء وزائري تلك البقعة من الأرض أن لا أفوت على نفسي زيارة المعالم السياحية في لبنان وبالأخص المعلم السياحي الشهير «كهف جعيتا «أو كما يقال «مغارة جعيتا»، وبالفعل كنت سأندم ندماً شديداً لو لم أزره، لما يتمتع به من جمال وتاريخ عريق، وأيقن أنه من الضروري أن يرشح بان يكون أحد معالم الدنيا السبع، لما فيه من جمال خلاب وطبيعة لا تقارن كمثيله من كهوف العالم، خاصة مع الشعور الرائع الذي يعيشه الزائر تحت الأرض ورؤيته لتلك المناظر والطبيعة الجميلة والبرودة والانتعاش والذي يحسه الزائر.
فالكهف يبعد 20 كم من الطريق السريع شمال بيروت، وعلى اليمين من قرية ذوق ميكائيل، فقد عملت المياه الجوفية على نحت الصخور باعتبارها قناة أو مهرباً لنهر جوفي، وهو المصدر الأساسي لنهر الكلب، وتتكون المغارة من مستويين، اكتشف المستوى الأدنى عام 1836 وينسب الفضل في ذلك للمبشر الأميركي ريفرند تومسون الذي توغل داخل الكهف الى نحو 50 متراً، وبوصوله للنهر الجوفي أطلق عياراً من مسدسه، نتج عنه أصداء هائلة وعندها تأكد من اكتشافه لكهف ذي أهمية.
وتم افتتاح الكهف للزوار عام 1958، ويمكن زيارة هذا المستوى بالقوارب، أما الجزء الأعلى فتم افتتاحه عام 1969 والذي أخذ تكوينه منذ ملايين السنين. وتعد مغارة جعيتا من أشهر مغارات العالم جمالاً واتساعاً، وتقع في وادي نهر الكلب، على بعد نحو 20 كلم الى الشمال من بيروت.
ويمكنك زيارة كل من القسمين العلوي والسفلي في فصل الصيف حيث تستمع بدرجة منعشة من البرودة داخل الكهف، ويغلق القسم السفلي أحياناً في فصل الشتاء حيث يرتفع منسوب المياه بدرجة كبيرة، تستغرق الجولة ساعتين وتشمل التجول بالقوارب في المعرض السفلي وزيارة المعارض العلوية سيراً على الأقدام مع مشاهدة عرض تقديمي للكهوف.
الزائر لكهف جعيتا يعيش رحلة من الجمال وحالة من الصمت العميق كلما تعمق للداخل، بالإضافة الى اكتشاف التغيرات الجيولوجية التي تطرأ على أشكال الكهوف من ثنيات صخرية وتشكيلات أخرى من الصخور، وأشكال الأودية المتعرجة والفجوات التي يصل عمقها لعدة أمتار.?ولا تقف المتعة عند كهف جعيتا الى هذا الحد بل بإمكان الزائر أن يفهم ألغاز ومكونات أجمل المغارات في العالم من خلال فيلم وثائقي مدته 21 دقيقة، يعرض في إحدى الصالات يشرح فيه كيفية تكوين المنحوتات العجيبة في جوف الجبل وتسميتها وتاريخها في لبنان.



Maar7191@hotmail.com