يكتب منتخبنا الأول لكرة القدم بداية من الخامسة والربع مساء اليوم بتوقيت الإمارات، السطر الأول في مشاركته بالنسخة الخامسة عشرة لكأس الأمم الآسيوية لكرة القدم والتي تستضيفها الشقيقة قطر، حيث يواجه نظيره الكوري الشمالي، في مواجهة محفوفة بالمخاطر، لكلا الفريقين، فمثلما علينا أن نحسب ألف حساب لأبناء كوريا الصاعدين بقوة الصاروخ في سماء الكرة العالمية، على الكوري أن يدرك أيضاً وأن نبرهن له على أننا كرة لا يستهان بها، وأن نرد له دين تصفيات المونديال الأخير، حيث كان فريق كوريا الشمالية عثرة كبيرة، ربما ساهمت بقدر كبير في معاناتنا وقتها. اليوم يظهر «أبيض جديد» انتظرناه طويلاً، وتابعناه على عدة مسارح، خليجية وقارية وعالمية، ويمكن القول إن المنتخب الذي سنراه اليوم، يمثل نسخة حديثة وغير مكررة لمنتخب واعد تتعلق به طموحات لا حدود لها، غير أن هذه الطموحات نفسها يجب أن تكون هادئة ومتزنة، وألا تفرض سيناريوهات من بنات أفكارها ثم تتفاعل معها وتقفز معها، بينما الفريق لم يبدأ بعد، تعويلاً على ما قدمه المنتخب الأولمبي الذي كان شاباً من قبل، وحصول جيله على بطولة آسيا، وتأهله لكأس العالم، ثم فوز ذات الجيل بفضية الآسياد. على الشارع الرياضي الإماراتي أن يدرك أن المنتخب الشاب كان فريقاً، والأولمبي كان فريقاً، واليوم المنتخب الأول، هو الآخر فريق مستقل وقائم بذاته.. أي نعم هو يضم كوكبة من هذه الأجيال الرائعة، ولكن له نسقه الخاص، وطريقته المناسبة لهذه التوليفة التي تضمها صفوفه، وحتى منتخبنا الأولمبي من قبل، وبالرغم من أن من قاده كان مهدي علي صانع إنجاز الشباب، إلا أنه جاء مختلفاً عن الجيل الذي سبقه، واختلف نهجه، وتطور وحظي بأسماء جديدة كان لها حضورها وطوعها مهدي علي لخدمة أهداف المرحلة الجديدة. ما أعنيه أن هذه مرحلة جديدة تماماً، وأنه لا يجب أن نتعامل مع هذا الفريق باعتباره المنتخب الأولمبي، وذلك من أجل اللاعبين أنفسهم ومن أجلنا، فقد باتت أعناق هذا الجيل شماعات نعلق عليها أحلامنا الواحد تلك الآخر، حتى نسينا أنهم بشر مثلنا.. يفوزون مرة وقد يخسرون مرة، وحتى نسينا أن لدينا غيرهم يستحق أن ننظر إليه هو الآخر، وأن نعلق به بعض الآمال، وإن أخفق في تحقيقها مرات، فلا نيأس، وإنما نواصل الدعم والتحفيز. بالطبع أنا لا ألوم المنتخب الأولمبي على إنجازه، ومثل الجميع أنا فخور به، ولكن الفريق الذي سيلعب اليوم هو المنتخب الأول، ووجود أي عدد في صفوفه من أي جيل، لا يخلع عنه هذه الصفة، ويجب أن ندرك أن كأس الأمم الآسيوية التي انطلقت بالعاصمة القطرية الدوحة، هي اختبار حقيقي لكل الأجيال وللكرة الإماراتية بأسرها، واختبار لنا أيضاً في صبرنا على الأبيض ودعمنا له. خالص الدعاء لممثل الوطن الليلة، بأن تكون البداية كما تمنيناها في الصدور ونحن في انتظار هذه البطولة، فوزاً مؤزراً يفتح الطريق أمام الفريق للتقدم صوب طموح أراه ليس مستحيلاً، وأعتقد أن نتائج أمس الأول بالذات، وتعادل اليابان بصعوبة مع الأردن الشقيق، وفوز سوريا على السعودية بهدفين، تمثل دليلاً على أن الكرة ليست لها معايير وليس فيها مستحيل، وفي تلك البطولة، كل الأماني ممكنة، واللقب من حق الجميع.. المهم من يملك المهر. كلمة أخيرة اليوم يبدأ حلمنا الجديد..والمهم ألا ينسينا الحلم «الواقع». محمد البادع | mohamed.albade@admedia.ae