لم يخسر الوحدة في نهائي الكأس، ولكنه خسر قبل أن يدخل الموسم، وبعد أن أصلح في العام الماضي أخطاء ثلاثة مواسم سابقة أضاع فيها الألقاب، فتوج بطلاً للدوري بعد طول غياب، وتلقى الوحدة نتيجة ثقيلة في النهائي ولم يستحقها، خصوصاً أنه لم يكن سيئاً في مباراة دخلها كأهم 90 دقيقة في موسم لم يفعل فيه الفريق الكثير وكان محبطاً مقارنة بالموسم الماضي. وبغض النظر عن الهدف الملغي، والذي أثبتت كل اللقطات التلفزيونية صحته، ورغم ضربة الجزاء التي لم تحتسب لمصلحة الفريق ورغم الحملة العنيفة التي يشنها الوحداوية على الحكم فريد علي، وأطرفها أن اتحاد الكرة أراد تكريمه في ختام مشوار التحكيم، فكان الوحدة هو من دفع فاتورة التكريم. والحقيقة أن الوحدة دخل هذا الموسم خاسراً قبل أن يبدأ، فتخلى عن البرازيلي بينجا الذي لعب دوراً كبيراً في تتويج الفريق بلقب الدوري الموسم الماضي، حتى أن إسماعيل مطر قال بصريح العبارة: “مخطئ من يقول إننا لم نخسر بينجا”. الغريب أن بينجا لم يبرز بقميص الأهلي كما كان عليه الحال في الوحدة، وكأنه هو أيضاً يفتقد فريقه السابق، وخلال السنوات الماضية تعلمنا أنه في ظل وفرة النجوم في الوحدة تكون فرصة بروز اللاعبين الأجانب صعبة وعندما ينجح أحدهم، فمن الضروري التمسك به مهما كان الثمن. وعانى الوحدة من مشاكل المدربين، فقام بالاستغناء عن النمساوي هيكرسبيرجر الذي قاد الفريق إلى بطولة الدوري، وجاء بديلاً له الروماني بولوني الذي لم يستمر لأكثر من مباراتين، ثم جاء تيتي الذي ترك الفريق بعد أربع مباريات، ولم يكن هناك حل سوى استعادة هيكرسبيرجر ليدفع الفريق فاتورة عدم الاستقرار الفني. وعلى الرغم من أن هذا الموسم كان الأهم في تاريخ الوحدة، حيث شارك للمرة الأولى في كأس العالم للأندية، بالإضافة إلى بقية البطولات مثل “الآسيوية” والدوري والكأسين، إلا أن التحضير له لم يكن بالشكل المطلوب وحدثت أخطاء عديدة خلال فترة الإعداد كانت السبب في ما آل إليه حال الفريق الذي لم يخسر في المباراة النهائية لمسابقة الكأس، ولكن دخل هذا الموسم خاسراً من الأساس. في الختام: هو موسم للنسيان، والوحدة قادر على العودة، والإدارة بإمكانها أن تجعل هذا الموسم درساً تستفيد منه في المستقبل، حتى لا يبتعد الوحدة وحتى لا يغيب الوحدة، فكل الفرق تخسر لقوة المنافسين، إلا الوحدة يفوز لأنه الوحدة ويخسر لأن ظروفه التي يصنعها بيده تلعب مع المنافس ضده. Rashed.alzaabi@admedia.ae