تشعر وأنت تقلّب القنوات التلفزيونية بأن العالم على شفا الانهيار، حروب، وتهديدات، وأعاصير، وجرائم ضد الإنسانية، وكأن حوار الحضارات ليس حواراً، بل صراع بين مدّعي التحضر، لأن اسم الحضارة هو دلالة على التحضر ونبذ الصراع، وما يسمى صراع الحضارات، إنما هو في حقيقته صراع مصالح مستميت من أناس يتستّرون بقيم حضارتهم هم أبعد ما يكونون عنها.. ومع اشتداد الزمان وانتشار الفتن ترتجف قلوبنا، وتتوعر دروبنا، ويشعر الإنسان وهو يتابع ما يجري في العالم من صراعات، ومحن متتابعة، فنتذكر المثل «إنَّ الدَّوَاهِيَ في الآفاتِ تَهْتَرِس» ويروى ‏»‏ترتهس‏»‏ وهو قلبُ تهترس من الهَرْسِ، وهو الدقّ، يعني أن الآفات يموج بعضها في بعض ويدق بعضها بعضاً كثرة‏.‏ يضرب عند اشتداد الزمان واضطراب الفتن‏.‏ وأصله أن رجلاً مر بآخر وهو يقول‏:‏ يا ربِّ إما مهرةً أو مهراً، فأنكر عليه ذلك، وقال‏:‏ لا يكون الجنين إلا مهرةً أو مهراً، فلما ظهر الجنين كان مُشَيَّأَ الْخَلْقِ مختلفه، فقال الرجل عند ذلك‏:‏ قَدْ طَرَّقَتْ بجنيــنٍ نصفُــهُ فَرَسٌ إن الدواهِـيَ في الآفــات تهترس هرس في (مقاييس اللغة) الهاء والراء والسين: أصل صحيح يدل على دَقٍّ وهَزْمٍ في الشيء.. وهَرَسْت الشّيءَ: دقَقْتُه. ومنه الهَرِيسة، ومنه طعام «الهريس» اللحم المهروس مع القمح. دهي في (مقاييس اللغة): الدال والهاء والحرف المعتلّ يدل على إصابة الشّيء بالشيء بما لا يَسُرُّ. يقال ما دَهَاه: أيْ ما أصابه. لا يقال ذلك إلاّ فيما يسوء. ودواهِي الدَّهر: ما أصابَ الإنسانَ من عظائم نُوَبِه. والدَّهْي: النُّكْر وجَودةُ الرّأي؛ وهو من الباب؛ لأنه يُصِيب برأيه ما يريدُه.. وفي لسان العرب قولهم: هي الداَّهِية الدَّهْواء بالَغُوا بها، والمصدر الدَّهاءُ تقول: ما دهاك أي ما أصابك. وكلُّ ما أصابكَ من مُنْكَرٍ من وَجْهِ المَأْمَنِ فقد دَهاكَ دَهْياً، تقول منه: دُهِيت. وقالوا: هي داهِية دُهْوِيَّةٌ، وهذه الكلمة واوية ويائية. ودَهاهُ دَهْواً: خَتَلَه. والدَّهْياءُ: الدَّاهِية من شدائِدِ الدَّهْر. ودواهِي الدَّهْر: ما يُصِيبُ الناسَ من عظيم نُوَبِه. ودَهَتْه داهِيةٌ دَهْياءُ ودَهْواءُ أيضاً، وهو توكيد أيضاً. وأمرٌ دَهٍ: داهٍ؛ والدَّهْيُ، ساكنة الهاء: المُنْكَرُ وجَوْدَةُ الرأْيِ. يقال: رجل داهِيَة بيِّنُ الدَّهْيِ والدَّهاءِ، ممدودٌ والهمزة فيه منقلبة من الياء لا من الواو، وهما دَهْياوان. ودَهاهُ يَدْهاهُ دَهْياً: عابَهُ وتَنَقَّصَه. أوس بن حجر: يخفَــى وأحيانــــاً يلــــوحُ كمَـــا رفـــــعَ المنيـــرُ بكفــــهِ لهبَــــا أبَني لُبَيْنــــى لــمْ أجـــِدْ أحَـــداً في النّــــــاسِ ألأمَ مِنكُـمُ حَسَــبَا وأحــــقَّ أنْ يرمـــــى بداهيـــــة إنَّ الــــدّواهي تطلـــُعُ الحدبَـــا وإذا تُســــوئـلَ عـنْ محاتدكُـــمْ لـــمْ تُوجــــدوا رأســـاً ولا ذنبَــا الأعشى: فَصَبّحَتْهُــــــمْ مـــِنَ الدّوَاهــــي جَائِحَــــــــــة ٌ عَقْبُهَــــا الدّمَـــارُ وقــــــد غَنُــوا في ظِـــلالِ مُلْكٍ، مؤيَّـــــــدٍ عقلهـــمْ، جفـــــــــارُ وأهْـــــــــلُ جَوٍّ أتَـــتْ عَلَيْهِـــمْ، فأفْسَـــدَتْ عَيشَـــهُمْ، فَبـــَارُوا وَمَــرّ حَـــــدٌّ عَلــــــى وَبَــــــــارٍ، فهلكـــــتْ جهـــــــــرة ً وبــــارُ بلْ ليتَ شعري، وأيـــــنَ ليــتٌ، وَهَــــــلْ يَفِيئَــــنّ مُســـــــــْتَعَارُ وَهَلْ يَعُـــودَنّ بَعْــــــــدَ عُسْـــرٍ، عَلـــــــى أخـــي فَاقَـــة ٍ يَسَــــارُ Esmaiel.Hasan@admedia.ae