احتلال السرعة الزائدة المركز الثالث بين الأسباب المؤدية إلى وقوع أعلى نسبة وفيات على طرقات الدولة العام الماضي، بعد سبب عدم تقدير مستخدمي الطريق الذي احتل الصدارة وأودى بحياة 89 شخصاً، وإصابة 1118، 85 منهم تعرضوا لإصابات بالغة، و 304 لإصابات متوسطة و282 لإصابات بسيطة، فيما كانت أغلب حالات الوفيات والإصابات الناجمة عن هذا السبب تتعلق بحوادث دهس.
وفي اعتقادي إن سبب احتلال السرعة الزائدة المركز الثالث بين الأسباب المؤدية إلى وفيات يعود إلى عدد الرادارات التي نصبت وزرعت على امتداد شوارعنا الداخلية والخارجية، أو تلك المتحركة التي تجوب الشوارع ليل نهار، فكانت نتيجتها إيجابية، من حيث الحد من الخسائر البشرية وتقليل نسبة الحوادث، وإن كان ذلك على حساب ميزانيات السائقين المتجاوزين للسرعات المقررة، إلا أنه لا بأس في ذلك، فمن أجل الصالح العام تهون المصالح الخاصة.
وفي السنوات الماضية عهدنا دائماً أن تكون السرعة الزائدة في صدارة الأسباب المؤدية للحوادث والوفيات والإصابات، وأن تتراجع للمركز الثالث فذلك خير بركة، ورصيد يضاف للرادارات التي يشتكي الناس من كثرتها، فالسرعة الزائدة أودت بحياة 55 شخصاً، وإصابة 218 آخرين، بينهم 36 شخصاً تعرضوا لإصابات بالغة و70 لإصابات متوسطة و112 لإصابات بسيطة، فيما احتلت مخالفة دخول الطريق قبل التأكد من خلوه المركز الثاني، وتسببت المخالفة في وفاة 66 شخصاً، وإصابة 945 شخصاً، بينها 51 إصابة بالغة و360 إصابة متوسطة و534 إصابة بسيطة.
كانت الحوادث المرورية التي وقعت على مستوى الدولة في العام الماضي، تسببت في وفاة 826 شخصاً، وإصابة 9187 شخصاً، بينها 832 إصابة بالغة و6323 إصابة متوسطة، و4732 إصابة بسيطة.
إن الأرقام تعكس حجم الخسائر البشرية التي تنجم عن الحوادث التي باتت ضمن الهواجس التي تسعى الحكومة والجهات المعنية للتخفيف من آثارها والعمل على وقف نزيف الدم الذي يسفك في الشوارع يومياً ولأسباب يمكن السيطرة عليها، فمخالفة عدم تقدير المستخدم تعكس في المقام الأول عدم تمكن السائق من القيادة في المقام الأول وتسرعه واستعجاله وعدم قدرته على اتخاذ القرار المناسب لمنع وقوع حادث، وهي من أنواع المخالفات التي يمكن القضاء عليها بمزيد من الجرعات التثقيفية للسائقين ووضع حد لإعطاء رخص القيادة لفئات معينة يصعب عليها فهم ثقافة الطريق وحقوقه وواجباته، وخاصة أصحاب المستويات التعليمية الدنيا، ناهيك عن الأميين الذين قد يزيد عددهم على المتعلمين الحاصلين على رخص قيادة، ويجوبون الشوارع ويشكلون خطراً حقيقياً على مستخدمي الطريق، من سائقين ومارة، وغيرهم.
وكما يحسب للجهات المرورية المعنية نجاحها في الحد من تجاوز السرعات، فإنه يجب عليها أيضاً التعامل بحزم وصرامة شديدين مع من يسمون سائقين، فيما هم لا يفقهون من أصول السياقة والقيادة شيئاً ، بل هم قنابل موقوتة تجوب الشوارع، وتزرع الخوف والخطر والتهديد لمستخدمي الطريق الآمنين المطمئنين.


m.eisa@alittihad.ae