قبل سنوات عدة، بدأت شركة «اتصالات» تقديم خدمات «بلاك بيري» في السوق المحلية، قبل أن تلحق بها شركة «دو» لتقدم الخدمة ذاتها للمشتركين، لم تكن الخدمة في بدايتها تحظى بإقبال قوي من الجمهور، فكانت مقتصرة على شريحة من رجال الأعمال وأصحاب الشركات، وكانت الشركة المنتجة لأجهزة «بلاك بيري» تبذل الكثير من الجهد والوقت، لتحسين تعاملها مع مشغلي الخدمة بالدولة، وتعزيز وجودها وانتشارها. ولكن يبدو أن مسؤولين في هذه الشركة، نسوا كيف كانوا يسعون إلى نشر خدماتهم في أسواق الدولة وأسواق المنطقة بشكل عام، فأصبحوا يلقون كلاماً غير لائق، ويصرحون بعبارات عجيبة غريبة، وذلك بمجرد أن بدأت بعض الدول ومنها الإمارات باتخاذ إجراءات لتعليق الخدمة على أراضيها لأسباب تتعلق بالجوانب الأمنية وأمن معلومات المشتركين، وبعد تلكؤ الشركة في التعامل مع المتطلبات المتوافقة مع القانون لهذه الدول، يبدو أن هؤلاء المسؤولين بالشركة يجهلون حقيقة ما يقولون ويتفوهون بكلمات لا يدركون معانيها الحقيقية. نائب رئيس الشركة المعروفة باسم «RIM» أطلق قبل أيام تصريحات صحفية غريبة، أشار خلالها إلى أن من يطالبون بحظر «بلاك بيري» في دولهم لا يحملون شهادات في تخصصات الإنترنت والتكنولوجيا، وفي حقيقة الأمر، فإن من يسمع أو يقرأ مثل هذا التصريح يدرك أن هذا الشخص المسؤول بالشركة، لا يفهم شيئاً عن الجهات والأشخاص الذين يتعامل معهم، ولست أدري إن كان يظن أيضاً بأننا في بلداننا لا نزال نعيش في خيام بوسط الصحراء وأننا نتنقل بالإبل ونستظل بأشجار النخيل. مثل هذا التصريح لا يحمل في حقيقته الكثير من الدلالات، فالعاملون في قطاع الاتصالات هنا في الإمارات وفي غيرها من دول المنطقة، أشخاص يمتلكون مؤهلات عالية في مجالات الاتصالات والإنترنت والتكنولوجيا، وليست الشركة المنتجة لأجهزة «بلاك بيري» سوى واحدة من العديد من الشركات التي يتعاملون معها، ولكن يبدو أن ما دفع صاحبنا لمثل هذا التصريح، أمر من اثنين، فإما أن يكون الجهل بواقع العالم من حوله هو السبب، وإما أن يكون قد فقد أعصابه وشعر بالاختناق بعد تزايد المشكلات التي تواجه شركته، نتيجة تصاعد الإجراءات التي تتخذها الحكومات ليتفق «بلاك بيري» مع أنظمتها وقوانينها ونظمها. على كل حال فقد خرج الرجل عن صمته وحين نطق لم يكن موفقاً إطلاقاً، فبعد فترة طويلة من محاولات الاتصال والتباحث مع شركته من جانب هيئة تنظيم الاتصالات بالدولة، وعدم تجاوب الشركة مع تلك الدعوات، كان لا بد من وقفة جادة تعيد هذه الشركة إلى صوابها، وربما تذكرها بالأيام الخوالي، حين كانت أجهزتها مجرد منتج جديد بحاجة إلى دعم الشركات المختلفة بالعالم. hussain.alhamadi@admedia.ae