قبل الجزراوية كنا جميعاً مع الجزيرة قلباً وقالباً، ليس لشيء إلا لتعاطفنا مع هذا الفريق المنتفض منذ سنوات وأحد أكثر الأندية نجاحاً في مجال التسويق والرعاية والتعاقدات مع اللاعبين الأجانب والمدربين العالميين واستقطاب المواطنين بعد تطبيق الاحتراف محلياً.
فمن منا نسى الأسطورة جورج ويا عندما ارتدى قميص العنكبوت لعدة مواسم في صفقة كانت تسويقاً وترويجاً للإمارات ولدوري الإمارات قبل أن تكون صفقة ومكسباً للجزيرة الذي يمكن أن نقول عنه إنه صبر ونال، فهذا الفريق الذي كان يصارع من أجل البقاء في دوري الأضواء بات في السنوات السبع الأخيرة أحد أقوى وأبرز المرشحين لنيل الألقاب والبطولات، وقبل أن يضيف لقب كأس رئيس الدولة كأول بطولة محلية، كسب قبلها بسنوات بطولة أندية التعاون لتكون الفاتحة التي اعتلى بها منصات التتويج، ومع ذلك بقي همه الأكبر بطولة محلية يروي بها ظمأ الفريق ويُكافأ بها لما يقدمه ويطرب به جماهير الإمارات في مختلف البطولات التي يشارك فيها في السنوات الأخيرة بعد أن بات رقماً صعباً وفريقاً شرساً تهابه كل الفرق وتعمل له الأندية ألف حساب.
فجاء اللقب ونسج العنكبوت خيوطه على الكأس وتُوِّج بأحلى الألقاب فكانت مكافأته كبيرة وإنجازه عظيماً شهدت عليه جماهير الإمارات واستاد مدينة زايد في تلك الملحمة الكروية التي كسب بها جاره اللدود “الوحدة” وهو ما زاد من حلاوة اللقب الأول وقيمة الإنجاز فنياً ومعنوياً، فأن تكسب الكأس تستحق التهنئة وأن تفوز بمباراة تحصل على الثناء، ولكن أن تكسب مباراة وتنتزع لقباً من بطل فتلك بطولة وذاك إنجاز بحد ذاته، ففوز الجزيرة زانه أن منافسه كان “الوحدة” ذلك الفريق التي تعرفه ملاعب الإمارات ومنصات التتويج جيداً، وكي لا نهضم الخاسر حقه فقد أبدع وأقنع، ولكن هذا هو حال المستديرة، لا تعترف إلا بالأهداف، فسيطرة الوحدة ومهارات لاعبيه وتاريخه وبطولاته لم تشفع له في ذلك اليوم الجزراوي.
إن اللقب الأول والكأس الغالية التي كسبها الجزيرة لم تأت لولا التخطيط السليم والنهج العلمي الذي سار عليه النادي منذ سنوات، وهنا لابد أن نسجل كلمة حق وإشادة وثناء بكل المسؤولين والعاملين واللاعبين بنادي الجزيرة الحاليين والسابقين، فهذا اللقب لم يكن وليد مصادفة، أو برمية من غير رام، إنما كان ثمرة تخطيط ونتاج عمل يبذل، وبُذِل منذ سنوات ووضعت لبناته الأولى قبل عشر سنوات من الزمن، فالتهنئة القلبية يستحقها جميع الجزراوية، من مسؤولين وإداريين ولاعبين، فجيل اللاعبين الذين تُوّجوا بأغلى الألقاب هو استمرار لعطاء وجهد من سبقوهم من وضعوا لبنات البناء الحديث الأولى للجزيرة، ورسخوها بجهد وعطاء كبير من اللاعبين والمسؤولين ممن تعاقبوا على هذا النادي “النموذج”.


m.eisa@alittihad.ae