أخيراً ولن تكون الأخيرة، ابتسمت الساحرة المستديرة وفي ليلة من ليالي ألف ليلة كانت هي الليلة الكبيرة التي رسمت النهاية المثيرة وأنهت تلك الخصومة المريرة، كانت الأمطار حاضرة وقطراتها مبشرة بأول الغيث وبأغلى الكؤوس لتهدأ النفوس، أخيراً تخلص الفريق من عقدة الأمتار الأخيرة وأخيراً وليس آخراً توج الجزيرة. منذ سنوات ونحن نردد أن “الجزيرة غير” وكلما اعتقدنا أنه آن الأوان يرفض الحظ ويصر على الخذلان، وبينما تتغير مراكز الفرق وتفعل بهم لعبة الكراسي الموسيقية الأفاعيل، كانت الأوضاع هناك مختلفة وظل الجزيرة ثابتاً على موقفه، وكلما خسر البطولة كلما زاد إيماناً ويقيناً بها فهو يعلم أنه وجد لها وأهل لها وهو قادر على أن يفعلها، فلا يأس ولا كلل وكلما أخطأ الجزراوية الهدف زادت معدلات الإصرار وتضاعفت الرغبة للانتصار، وكلما زاد ظلام الليل حلكة تأكد الجزراوية أنها مقدمات لطلوع النهار، ليحصدوا اليوم ثمار العمل الجاد والتخطيط والاستقرار، هكذا هو الجزيرة وجد ليكون نجماً بارزاً في عالم الكبار. لم تكن كأس الاتحاد ومن بعدها كأس رابطة المحترفين ومن قبلها كأس أندية مجلس التعاون لترضي طموحات الجزراوية فهم يعلمون أنهم قادرون على فعل المزيد، وعلى إضافة ما فاتهم من البطولات حتى يفيض بها الرصيد وكانوا مع كل خيبة أمل يولد لديهم حلم جديد. مع كل إخفاق كانت الإدارة الجزراوية لا تهدم العمل السابق لتبدأ من نقطة الصفر، ولكنها كانت تكمل من حيث انتهت وتواصل البناء حيثما توقفت، وتعالج الأخطاء التي حدثت، فتبحث عن أسباب القصور وتعالج مواطن الخلل ويعود الجزيرة فيما بعد أجمل، هذا هو سر التميز الذي تفوقت فيه إدارة الجزيرة على جميع إدارات الأندية ولهذا حافظ الجزيرة على مكانته في الأمام فيما تتأرجح بقية الفرق صعوداً وهبوطاً مع مرور الأيام. واليوم في الطريق إلى الثنائية الخالدة تبدو الطرق معبدة وكل السبل ممهدة فقد تجاوز الجزيرة الصعب وتبقى له الأصعب وهي بطولة الدوري ورغم فارق النقاط العشر كلنا ثقة بأن الجزراوية سيأخذونها على محمل الجد، وبعد أن عانقوا السعد لن يهدأ للجزراوية بالاً حتى يتسلقوا أعلى سنام المجد. في الختام: أخيراً وليست الأخيرة فاز الجزيرة بالكأس وكلمة السر هي “منصور” واليوم الجزيرة منصور ومنصور هو الجزيرة. Rashed.alzaabi@admedia.ae