يقول الخبر إن شركة اتصالات للهواتف المحمولة في بلغاريا قامت مؤخراً بإيقاف تشغيل رقم هاتف، وذلك بعد وفاة ثلاثة من مستخدميه على التوالي خلال السنوات العشر الماضية. والسبب أن الشركة أصبحت على قناعه بأن الرقم المكون معظمه من الرقم ثمانية أصبح مصدراً للشؤم ونذيراً للموت، ومن أجل حقن الدماء قررت حجبه وإيقاف استخدامه. الموضوع لا يخلو من الغرابة، وربما من السذاجة من التفكير بهذه الطريقة، لكنها تكشف عن حقيقة أن الإنسان في كثير من الأحيان يصبح أسيراً لمعتقداته وعاداته. ولا شك في أن الرقم بريء من تهمة الشؤم، وهو مجرد رقم لا يؤخر ولا يقدم، ولكن أوهام بعض النفوس البشرية حولته إلى رمز، قد يكون للشر في بعض الأماكن كما هي الحال في بلغاريا، أو للخير في أماكن أخرى من العالم. في الصين على سبيل التدليل الرقم ثمانية يرمز للخير والخصوبة، لذلك تجد الصينيين يحرصون على فعل الأشياء الكبيرة في حياتهم في الوقت الذي يتزامن مع الرقم ثمانية، مثل الساعة الثامنة، أو يوم ثمانية، أو شهر ثمانية. وهذه الحقيقة طبقوها على أولمبياد بكين الماضي عندما اختاروا افتتاح الأولمبياد في يوم ثمانية من شهر ثمانية من سنة 2008، في الساعة الثامنة وثمان دقائق وثمانية أجزاء من الثانية، ولم يكتفوا بذلك، بل وزعوا على المشاركين هدية تذكارية عبارة عن حرف صيني يرمز للرقم ثمانية. في المونديال السابق، طلعت لنا قصة الاخطبوط الألماني، والموجود في أحد الأحواض المائية في ألمانيا، والذي اشتهر باسم الاخطبوط العراف بعد أن صدقت جميع توقعاته الخاصة بالفرق الفائزة في مباريات المونديال. قبل كل مباراة، كان يوضع أمامه وعاءان للطعام يحمل كل واحد منهما علم الدولة المتبارية، ويقوم الاخطبوط باختيار أحد الوعائين، وصادف أن الدولة التي يختارها هي التي تفوز. ومن هذه المصادفة انتشرت توقعات الاخطبوط كما تنتشر النار في الهشيم، وأصبحت أخباره تتصدر وسائل الإعلام، كما أن الجمهور أصبح ينتظر معرفتها، لاعتقادهم أن الاخطبوط مرفوع عنه الحجاب، ويعرف نتائج المباريات قبل وقوعها. ولا شك في أن الاخطبوط المغلوب على أمره لا يعرف ألمانيا ولا غيرها، وبالتأكيد انه لم يسمع لا بالكرة ولا بالمونديال، وكل همه أن يشبع جوعه من الطعام الموضوع أمامه، لكن الناس اختاروا أن يصدقوا. Saif.alshamsi@admedia.ae