نتمنى للعالم أجمع ألا يصيبه «حَفَفٌ ولا ضَفَفُّ» وأن «يَحفَّ» الإنسانُ أخاه بجناحي الرأفة والحب، في ظل هذا التوحش الآدمي، حيث أصبحت حياة الإنسان «محفوفة» بأخطار من نوع جديد، من تلوث بيئي وغذائي ونووي، على وقع الحروب التي لا تبقي ولا تذر، بحيث نسيت الآذان موسيقا السلام وحفيف أوراق الشجر. حف في (مقاييس اللغة) الحاء والفاء ثلاثة أصول: الأول ضرب من الصَّوت، والثاني أن يُطيفَ الشيء بالشيء، والثالث شِدّة في العيش. وفي (لسان العرب) حَفَّ القومُ بالشيء وحَوالَيْه يَحُفُّونَ حَفّاً وحَفُّوه وحَفَّفوه: أحْدَقُوا به وأطافُوا به وعَكفوا واسْتَداروا.. وفي التنزيل: «وترى الملائكة حافّين من حول العرش» (سورة الزمر: الآية - 75). حافِّين: مُحدِقِين.. وحَفَّه بالشي يَحُفُّه كما يُحَفُّ الهَوْدَجُ بالثياب. وفي حديث أهْل الذكر: فَيَحُفُّونَهم بأجْنِحَتِهم أي يطوفون بهم ويدُورُون حولهم.. وفي حديث آخر: إلاَّ حَفَّتهم الملائكة.. وفي الحديث: ظَلَّلَ اللّه مكانَ البيتِ غَمامةً فكانت حِفافَ البيتِ أي مُحْدِقةً به. والمِحَفَّةُ: رَحْلٌ يُحَفُّ بثوب ثم تركب فيه المرأة، وقيل: المِحَفَّةُ مَرْكَب كالهَوْدَجِ إلا أن الهودج يُقَبَّبُ والمِحَفَّةُ لا تُقَبَّبُ؛ سميت بها لأن الخشب يَحُفُّ بالقاعد فيها أي يحيط به من جميع جوانبه، وقيل: المِحَفَّة مَركب من مراكب النساء.. والحَفَفُ: الجمع، وقيل: قِلَّة المأْكولِ وكثرة الأكَلَةِ، وقيل هو أن تكون العِيالُ مثلَ الزَّادِ، وقيل هو الضيق في المعاش، وقالت امرأة: خرج زوجي ويَتِمَ وَلَدي فما أصابهم حَفَفٌ ولا ضَفَفُّ، فالحَفَفُ الضِّيق، والضَّفَف أن يَقِلَّ الطعام ويَكثر آكلوه، وقيل هو مقدار العيال، وقيل الحفف الكَفاف من المعيشة. وفي الحديث: أنه، عليه السلام، لم يشْبَعْ من طعام إلا على حفَف؛ الحفَف: الضيق وقلة المعيشة، أي لم يشبع إلاّ والحال عنده خلافُ الرِّخاء والخِصْبِ.. وطعام حَفَف: قليل.. ومعيشة حَفَفٌ: ضَنْكٌ. وحَفَّتْهم الحاجةُ تَحُفُّهم حَفّاً شديداً إذا كانوا محاويج. وعنده حَفَّة من متاع أو مال أي قوت قليل ليس فيه فضل عن أهله. وكان الطعام حِفافَ ما أكلوا أي قَدْرَه. ووُلِدَ له على حفَفٍ أي على حاجة إليه، ويقال ما يحفهم إلى ذلك إلا الحاجة يريد ما يدعوهم وما يُحْوِجُهم.. والاحْتِفافُ: أكلُ جميع ما في القِدْر، والاشتِفافُ: شربُ جميع ما في الإناء. وسَوِيقٌ حافٌّ: يابِسٌ غير ملتوت، وقيل: هو ما لم يُلَتَّ بسمْن ولا زيت.. وحفَّ بطن الرجل: لم يأْكل دسَماً ولا لحماً فيبس. وحَفَّ رأْسَه وشارِبه يَحُفُّ حَفّاً أي أحْفاه. وحَفَّ اللِّحية يَحُفُّها حَفّاً: أخذ منها، وحَفَّه يَحُفُّه حَفّاً: قَشَره، وحَفّ رأْسُ الإنسان وغيره يَحِفّ حُفوفاً: شَعِثَ وبَعُدَ عَهْدُه بالدُّهن؛ وحِفافا الجبلِ: جانباه. والأحِفّةُ أيضاً: ما بقي حول الصَّلَعةِ من الشعر، الواحد حِفافٌ. والحَفَّافُ: اللحم الذي في أسفل الحنك إلى اللَّهاة. فدوى طوقان: ها هي الروضة قد عاثت بها أيدي الخريف عصفت بالسَجف الخضر وألوت بالرفيف تعس الإعصار، كم جار على إشراقها جرَدتها كفَه الرعناء من أوراقها عريت، لا زهر، لا أفياء، لا همس حفيف وقال أبو تمام: إنّي اَتَتْنــي مِــنْ لَدُنْــكَ صَحيفَــةٌ غَلَبَتْ هُمُـومَ الصَّدْرِ، وَهْيَ غَوالِبُ فَلَتَلقَيَنَّكَ حَيْــثُ كنـتَ قَصَائِــدٌ فيهـــا لأهـلِ المكرمــاتِ مــآربُ وغــرائــــبٌ تأتيــــكَ إلاَّ أنَّهـــــا لصنيعــكَ الحَسَـنِ الجميلِ أقاربُ كثرتْ خطايا الدَّهرِ فيّ، وقـد يُرى بنــداك، وهــوَ إليَّ منهــا تـائــبُ منْ نكبــــةٍ محفوفـــةٍ بمصيبـــةٍ جذَّ السَّــنامُ لهــا وجُــذَّ الغــاربُ Esmaiel.Hasan@admedia.ae