طالما أن طرفي المواجهة في نهائي الكأس اليوم، هما “المترو” و “الفورمولا”، فقد تخيلت ستاد مدينة زايد الرياضية، وكأنه حلبة ياس، فكلاهما علامة رياضية مميزة، وكلاهما مضمار للأماني وساحة للعرق، يدافع فيها كل طرف عن حلمه، سواء في الكرة كان أو في السيارات. اليوم، ستكون المباراة بالفعل في مضمار أكثر منها في ملعب، خاصة أن المواجهة بين الجزيرة والوحدة، مباراة متى حلت، هي من الديربيات القوية، ولعله ما زال عالقاً لقاؤهماً معاً منذ أيام قليلة في الدور الثاني لدوري المحترفين، والتي جاءت قمة في الإثارة والندية، وصنفها الكثيرون باعتبارها من أجمل مباريات كرة القدم الإماراتية على الإطلاق. وسواء كنت جزراوياً أو وحداوياً أو من مشجعي الأهلي أو العين، أو أي من أنديتنا، فأنت مدعو لمشاهدة مباراة في الكرة ليس إلا، دع الصراع لطرفي الصراع، وأطلق العنان لنفسك كي تستمتع وفقط، فأولئك هم الرابحون حقاً من كرة القدم.. أولئك الذين يمرون بالملاعب مثلما يمرون على الحدائق، تكفيهم من كل واحدة زهرة، وهم لا يعرفون غير الزهور، فهم مع الفائز، وهم يشجعون الكرة قبل الفرق والأندية. اليوم.. هو يوم للكرة، واحتفال بجمالها، وإذا كانت الجماهير ستنقسم إلى قسمين، واحد يريد العنكبوت وآخر خلف العنابي، فالفريقان وعندما تحل لحظة إسدال الستار، سيدركون أنهم كانوا في لحظة خاصة، بنهائي أغلى الكؤوس، يبقى لها بريقها وتوهجها، حتى وإن فاز فريق وخسر آخر. قبل النهائي، راجت سوق التكهنات، ولكن للأسف وكما هي العادة، كل البضاعة فيه خاسرة، فلا أحد بإمكانه أن يتكهن، ولا أحد بإمكانه أن يدعي الشجاعة، فالطرفان اليوم «غير»، وإن جاز له أن «يتفلسف» من قبل أو يرجح هذا على ذاك، فاليوم، لا مجال لمثل ذلك، فكل طرف لديه معطياته، ونجومه، وطموحاته التي تجعل أمانيه أقرب إلى وجوب النفاذ. الجزيرة المتصدر، والمدجج بنجوم كبار في مقدمتهم دياكيه وسبيت ودلجادو وباري وأوليفييرا وياسر مطر وعبد السلام جمعة وصالح عبيد والحارس العملاق علي خصيف، كان بالإمكان ترجيح كفته لو أن منافسه فريق آخر، ولكن من يلعب أمامه اليوم هو الآخر، مرصع بنجوم من ماس، في مقدمتهم إسماعيل مطر وبيانو والشحي وحيدر ومحمود خميس وهوجو وحمدان الكمالي، ومن هنا فإن التكهن صعب، وصراع مع المحال، فمثل هذه الأفلام الكلاسيكية، تستعصي كثيراً على كتاب السيناريو، يبحثون كثيراً عن حل للمعضلة، ويفتشون عن المفاجأة التي لن تكون كذلك اليوم، فكل منهما يستحق الفوز والكأس، ونحن معهما نستحق أن نستمتع بيوم للكرة. كل يوم «نحن خليفة»، وفي كل شمس تطلع علينا، نؤكد من جديد ولاءنا وحبنا لمن يخوض بنا غمار النهضة والتنمية، وإذا كان شعار الكأس «كلنا خليفة»، فإنما هو تجسيد لما في الصدور، التي تنبض شكراً لله أن منّ على الوطن بقادة تفانوا في محبته، ووفروا لأهله كل مقومات الحياة الكريمة، وهيأوا لهم أسباب التقدم والرقي. «كلنا خليفة»، لم تكن شعاراً رفعناه، لكنها رسالة نبعث بها إلى القائد، في يوم من أيامنا الرياضية المشهودة، نحتفل فيها بنهائي أغلى المسابقات، على أرض الإمارات.. أرض الخير والإنجازات. كلمة أخيرة «كلنا خليفة».. أنشودة وطن، اختار واحدة من أغلى مناسباته ليتغنى بها ويُسمعها العالم. mohamed.albade@admedia.ae