نعيش بعالم مليء بالأخبار وفي عام احتارت وسائل الإعلام في تغطية أخباره، «كل يوم حكاية وكل يوم رواية»، في الماضي كنا نتشوق لمعرفة الخبر ونبدأ التحية بـ»شو الأخبار؟»، أما الآن فأصبحنا نقول «كيف الحال؟»، وغداً أكيد سنكتفي بالابتسام لبعضنا البعض كنوع من التحية هذا إن لم نكن قد بدأنا بالفعل بتطبيق هذه التحية. أخبار هذا العام عبارة عن سلسلة من القصص التي لا نعرف كيف بدأت وإلى ماذا ستنتهي، كل ما نعرفه أنها حدثت، وربما أسوأ خبر حتى الآن كان تسونامي الذي ضرب اليابان ولم يكن مجرد خبر بل كارثة إنسانية. يقال إن البابليين كانون يدونون أهم الأحداث اليومية التي تحدث لهم في كتاب، وهو شبيه بأسلوب الجرائد ومبدأ مختلف الوسائل الإعلامية الحديثة والتقليدية. وهناك أخبار وأحداث خاصة يحب بعض الأشخاص تسجيلها في يومياتهم. اختلفت أخبارنا منذ عصر البابليين واختلفت طريقتنا في فهم الخبر حتى في روايته. غدا كل شيء خبراً حتى ضاع الحدث وسط هذا الكم الهائل. وقد تكون بداية اهتمام الإنسان بالأخبار أو الأحداث جاءت منذ بدأ الإنسان الأول خطواته على الأرض، وربما لأن الخبر ارتبط بالمعرفة التي يعشقها الإنسان لذا جاء الشغف بها. بحثت عن أول خبر في التاريخ فوجدت أن التاريخ كله أخبار، قد تكون النميمة هي أول سلم في ارتقاء الخبر وأصحابه، غير أن نهج الخبر مغاير وأهدافه أيضاً. لكن مازالنا بحاجة ليوم نصم فيه مسامعنا وأعيننا عن كل وارد حتى وإن كنا كذلك فيجب أن نصم عقولنا عن هذه الحقيقة. نعيش في حالة ترقب للأخبار، ولا نكتفي بما هو متاح وقد يجتمع الناس من مختلف أنحاء العالم لمشاهدة حدث ما، وربما زفاف الأمير وليام وخطيبته كيت ميدلتون الخبر الأكثر ترقباً في العالم هذا العام، حيث توقع وزير الثقافة البريطاني جيريمي هانت أن يشاهد أكثر من ربع سكان العالم عبر شاشات التلفزيون حفل الزفاف الملكي للأمير وخطيبته المقرر في وقت لاحق من الشهر الجاري. حياتنا باتت عبارة عن سلسلة من الأخبار وإن لم نجد شيئاً نتحدث عنه أو نخبر به فأكيد سوف نخترع موضوعاً مثل «البحث عن خبر»، وهو الأمر غير الوارد فلا يمكن أن تكون «الجرائد بيضاء»! لا نستطيع أن نعيش من دون معرفة الخبر، ففيه نعلم ما لم نختبر ونتواصل مع العالم، وأينما كان الخبر هنا أو هناك، حتى وإن كان في المريخ بمجرد «كبسة زر» تعرف ما تريد وما لا تريد، وأجمل خبر في هذا المقال أنه لا يوجد خبر. ameena.awadh@admedia.ae