قد لا تدري ما معنى أن تحل عليك 40 دولة في وقت واحد، أو ربما لا تدري ما معنى أن تطوف بطولة تحمل اسمك وسماتك وكل ما لديك كل قارات الدنيا، وهي تخبر العالم عنك، حتى تصبح أغنية يرددها القاصي والداني، ومنارة يتوق الجميع إلى رؤياها. هذا ما فعلته لنا رياضة الجو جيتسو، التي اختتمت أمس الجولة الأولى من محطتها الختامية، وفاز بها البرازيلي فييرا، وإذا أردت أن تعرف أكثر ما فعلته الجو جيتسو وفاتك أن تتابع الجولة التي استمرت ليومين بمركز أبوظبي الدولي للمعارض، فلتذهب إلى هناك في أحد الأيام من 14 إلى 16 أبريل، وسيصبح بوسعك وقتها أن تقف على الرسالة الحقيقية من احتضان هذه الرياضة، حين تجد العالم، ليس فقط في اللاعبين الذين يتصارعون على البساط، وإنما أيضاً في الجماهير التي تحتشد بكل اللغات، تتابع الحلم مثلما تراه وتترقبه وتفرح به. منذ سنوات ليست بعيدة، كان حالي كحال كثيرين مثلي، ربما لا أعرف حتى معناها.. هي فقط لعبة قتالية، تتشابه مع الكاراتيه والجودو، غير أنها ومنذ أن اتخذت من أبوظبي موطئاً لها أبت إلا أن تجعل منها عاصمة لها، مثلما هي عاصمة للرياضة كلها حول العالم، وبات كل يوم يشهد جديداً للعبة، التي حظيت برعاية سامية من سيدي الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي زرع نبتة التفوق والإنجاز فصارت في وقت قصير، واحة للانتصارات، يرويها سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني ورئيس مجلس أبوظبي الرياضي، دعماً واهتماماً، ويدفع بها سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان رئيس هيئة طيران الرئاسة في أبوظبي، الأب الروحي للعبة إلى الأمام، سعيداً كل يوم بما تحققه اللعبة التي عاد بها في صيف عام 1998 ليزفها إلى الإمارات ومنذ هذا التاريخ، وعلى مدار 12 عاماً تقريباً، حققت الجو جيتسو ربما ما لم تحققه طوال عمرها الممتد إلى خمسة آلاف عام، منذ عرفت تطورت اللعبة وعرفوا قوانينها الأولية. هكذا نحن في أبوظبي.. مسيرة العطاء عندنا لا ترضخ لقوالب جامدة أو تقاويم تنطلق من العام إلى الشهر فالأسبوع واليوم، قد تختزل العاصمة بقدرات رجالاتها وحبهم للتحدي، عطاء العام في ساعات وعطاء الأشهر في دقائق، وهو ليس تحدياً للزمن، وإنما هو في حقيقته احترام وتقدير للزمن، وإيمان مطلق بأن الوقت أثمن من أن نهدره في الانتظار، وأنه لا شيء سوى العمل، هو الجسر الذي نعبر عليه إلى حيث نريد. ولعل المتتبعين لتاريخ رياضة الجو جيتسو القصير في العاصمة أبوظبي، سيؤكدون معي أن رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد لها، هي التي عبرت بها حدود الزمن، لا سيما حين أشار سموه إلى أنه شخصياً يمارسها مع أبناء سموه، ولأنه القدوة، وأمير القلوب، تلقف محبوه قلادته الذهبية للعبة الناشئة، ففاق الإقبال عليها الكثير من الرياضات التي سبقتها بعشرات السنين، وعرفت طريقها إلى المدارس وإلى كل بيت، وشيئاً فشيئاً، صارت أبوظبي مدينة اللعبة حول العالم، للدرجة التي دفعت مسؤولي اللعبة في البرازيل واليابان للتأكيد من قبل على أن مقاليد اللعبة انتقلت إلى هنا.. إلى أبوظبي.. واحة الأمن وأرض الأحلام. كلمة أخيرة: الأعمال العظيمة لا تقاس بعمرها ولكن بمن يقف وراءها محمد البادع | mohamed.albade@admedia.ae