قصة الزوجة الحسناء وخيانتها وزوجها المتناقض قد تستمر طويلا لأنني لا أعرف النهاية، فهي نهاية مفتوحة على كل الاحتمالات لاسيما أن فصول القصة لا تزال قائمة، غير أنني رأيت أن أختصرها في هذه العجالة، فالمجتمع يرفض تفكيرها في الخيانة وهناك من رأى أن خيانتها ما هو إلا مزيد من امتهان كرامتها وان انتقامها من زوجها ما هو إلا انتقام من نفسها وإهدار لكرامتها وشرفها فالرجل في نهاية الأمر لن يتأثر كثيرا فهو قادر على الانفصال عنها بسهولة. على أي حال فالقصة تنحو منحى آخر، فهي تعرفت على عالم جديد وعرفت فتيات من ثقافات مختلفة فأصبحت تسهر الليالي خارج المنزل، بل وعرفت طريق الديسكو والنوادي الليلية، وتعلمت مهارات الرقص الشرقي والغربي، وأدمنت على تلك السهرات لدرجة تقترب من المجون حتى أنها صارت تتسحب من السرير حتى في وجود زوجها لتذهب إلى سهراتها، كانت تسخر منه وهي تنسحب من فراشه، تشعر بمدى براعتها، وتشعر بالدماء تتدفق في عروقها لتبعث الحياة وتروي شغفها بالحب والمغامرة، شعرت بأنها قادرة على فعل ما تريد، كأنها تثبت أنها قادرة على الخيانة في أي وقت لأن كيد النساء عظيم. لقد راق لها هذا النمط من الحياة، غير أنها مع كل ذلك حافظت على شرفها فلم تمارس الرذيلة بعد، بالرغم من إلحاح صديقها الذي تسهر معه كل ليلة على الهاتف، لقد باتت تكن له المشاعر، وهي توقن أن اللهو في مثل هذه المواقف كاللهو بالنار لابد أن تحرق من يلهو بها. لكن جنون انتقامها دفعها إلى رغبة عارمة في ملاقاة صديقها بل أنها صارت تتخيل نفسها بين يديه فزين لها الشيطان الأمر، وتهيأت له، وعزمت على اللقاء. ليلتها وقفت أمام المرآة تستعد للقائه، كانت سعيدة بالمغامرة العاطفية التي توشك على القيام بها، ونفسها تتشفى في زوجها الخائن. غير أنها عندما نظرت في المرآة رأت فتاة لم تعرفها، فتاة قبيحة توشك أن تتحول إلى مسخ، إلى ساقطة. في تلك اللحظة احتقرت نفسها، وأجهشت بالبكاء. كرهت نفسها، وكرهت زوجها لأنه دفعها إلى فعل ما فعلت، تعرف أنها ما زالت تحبه، تحب زوجها، رغم كل ما فعل، فهو والد طفليها وهو الذي لطالما أسعدها وأضحكها، لامت نفسها لأنها دفعته إلى خيانتها، لأنها أهملته طويلا لانشغالها بولديها ومشاكلهما ومدارسهما، بل أنها حتى أهملت في شكلها أمامه..ووجدت نفسها حائرة بين زوجها وحبيبها فأيهما ستختار الآن؟ أمل المهيري | amal.almehairi@admedia.ae