طاقة الكهرباء أصبحت طاقة النفس والجسد، وصار التيار، الذي يسري في عروق المنشآت والمباني، هو الدم الذي يحمي العظام ويمنح القوة والحركة. تصريحات سمو الشيخ ذياب بن زايد آل نهيان رئيس مجلس إدارة هذه المنشأة الحيوية والمحورية والأساسية في حياة الناس على هذه الأرض الطيبة تأتي في سياق ما تقدمه الهيئة من مشاريع عملاقة، وتمضي بها في خطوات واسعة من أجل إضاءة الحاضر وإنارة معالم المستقبل وجعل الإنسان لا يفكر بحر قيظ ولا شح ماء ولا انقطاعات تزهق الأرواح حراً وحرقة.
جودة الطاقة تعني مزيداً من المشاريع الاستثمارية وتدفع تقاطر رأس المال من أجل المشاركة والمساهمة في صناعة المستقبل الزاهر بألوان النمو والتطور.. 60 مليار درهم هو الرقم الذي سيصل إليه حجم الاستثمارات الأجنبية جراء حركة مشروع الشويهات S3، لهذا فإن العاصمة تقف اليوم عند ربوة الاستقبال لمقبلات الأيام بكل ثقة وطمأنينة وثبات وحتى ما نصعت الرؤية واتضحت الاستراتيجية سارت القافلة بلا عثرات ولا كبوات ولا عقبات واستطاع الفرسان أن يلامسوا شغاف الظفر من دون عناء أو شقاء.. الرؤية الثاقبة إبرة الخياط التي يُحاك فيها نسيج الحياة ومتى ما برعت الأيدي ونبغت العقول ارتفعت درجة التيار حتى فاض فيضه وقل غيظه وحقق الإنسان ما يريد تحقيقه من آمال وأمنيات وطموحات.. نحن في عصر الطاقة، طاقة الإنسان وطاقة البنيان ولا يستويان إلا بوجود قوة دفع ورفع تجعلهما في أتم العافية وأبهى حلل الصحة.
يقول الذين يسافرون إلى دول العالم الباردة إنهم يهربون من الحر ومن انقطاع التيار الكهربائي في بعض المناطق.. يقولون ذلك وفي حلوقهم طعم المرارة لأن قيظنا جحيم وبعض تيارنا الكهربائي في بعض المناطق لئيم والحال أليمة، سقيمة ولا حل إلا أن تتماهى جميع المدن والقرى والأحياء وحتى الوديان الشاحبة بالرؤى التي تحقق إسعاد الإنسان ورفاهيته واستقراره.. الحياة بخير ونحن قادرون أن نحقق ما يحتاجه الإنسان وما تتطلبه حياته من مستلزمات لا مجال للتغاضي عنها.
أبوظبي تحقق ذلك لأنها تؤمن بأن التطور لا يبنى على أحلام اليقظة، والنمو لا يسند ظهره على حمل كاذب.. هذه متطلبات جوهرية ولكي تتسع حركة التطور لابد من قوة تحمي هذه الحركة وتغذيها وتمدها بالحياة.
الطاقة الكهربائية هي العيون التي يرى فيها الاقتصاد طريقه، وهي الأذن التي يسمع بها والقلب الذي يعيش على نبضاته.. نشعر بالفخر والاعتزاز عندما تكون بلادنا في المقدمة ويغمرنا الفرح عندما تشنف آذاننا هذه الكلمات التفاؤلية البناءة، وتلامس شغاف السماء فرحة وصبوراً ونحن نتابع بجموح الطامحين كل هذه الإنجازات المعجزات التي تسير على قدم وساق على أرض بلادنا.. والذين يفكرون في المستقبل بالقلب والعقل يحصدون أزهار الحاضر اليافعة وتثمر أغصان الحياة أمامهم بالحب والفرح والسعادة.


marafea@emi.ae