وقعت «الاتحاد للطيران» مؤخراً اتفاقية شراكة مع مشروع “صوغة” للأعمال الحرفية التابع لصندوق خليفة لتطوير المشاريع، يتم بمقتضاها الترويج للأعمال المحلية الحرفية النسوية وتسويقها داخل الدولة وخارجها على متن رحلات الناقل الوطني.
وقد كانت هذه المناسبة فرصة للاقتراب من المشروع الذي يجسد صورة من صور تنفيذ رؤى وفلسفة القيادة الرشيدة في تكريس التنمية ونشر المظلة الاجتماعية لكافة الفئات، ولا سيما المرأة والانتقال بالشرائح الضعيفة منها لتكون منتجة، بدلاً من أن تكون على قائمة مساعدات” الشؤون” أو “ الشونة”. كما أن المشروع يساعد في الوقت ذاته على تطوير مهارات النسوة وتشجيعهن للمحافظة على حرف تقليدية تناقلتها الأجيال، وذلك من خلال الاستمرار في إنتاجها ومساعدتهن على ابتكار تصاميم جديدة ومتنوعة وتسويق هذه المنتجات في مختلف المنافذ بما في ذلك رحلات ناقلتنا الوطنية، خاصة أن مثل هذه المنتجات التراثية تلقى إقبالاً كبيراً من السياح الشغوفين بالاقتراب والتعرف إلى كل ما له صلة بهذه الأرض التي سطرت ملحمة في البناء والنماء والبذل والعطاء.
وهذا المشروع الإنتاجي الذي ينخرط فيه حالياً نحو 100 امرأة يعملن من منازلهن، يشهد جهوداً حثيثة من قبل الصندوق لرفع العدد إلى 400 امرأة خلال العام الحالي. وقبل “خطوة” ذات الطابع الاجتماعي والموجه للمشاريع الصغيرة جداً، كان الصندوق الذي يحمل اسم قائد المسيرة، سبق وطرح برامج ومبادرات قريبة في جوهرها من “صوغة” مثل برنامج “الردة” لتأهيل نزلاء المراكز الإصلاحية في أبوظبي ومبادرة “إشراق” للمتعافين من الإدمان، و”أمل” المخصص لذوي الإعاقة.
واسم قائد مسيرة الخير يرتبط دائماً بكل ما فيه خير الإنسان، لذلك تابعت كذلك مبادرات مماثلة من مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، وهي تروج لمنتجات الأسر المنتجة من هدايا للضيوف وزوار البلاد، ولم يقتصر الأمر على هذا الجانب وإنما خطت المؤسسة خطوة نوعية وكبيرة، بإشراك الأسر المنتجة في تنفيذ مشروع إفطار الصائم في شهر رمضان المبارك كل العام الماضي وتقدم من خلاله نحو مليون و600 ألف وجبة. وقد بدأ المشروع من المنطقة الغربية بالتعاون مع ديوان ممثل الحاكم وشركة الفوعة وجهاز أبوظبي للرقابة الغذائية بهدف مشاركة الأسر المنتجة في إعداد وجبات الطعام الرمضانية في منازلهم وفق شروط صحية معينة وضعت بالتعاون مع الجهاز، وقد خصصت لكل أسرة 100 وجبة في اليوم، بينما تستعد بعض الأسر المشاركة في المشروع لإعداد ألف وجبة في اليوم خلال رمضان المقبل.
وشارك في المشروع 23 أسرة إماراتية من الأسر المنتجة في المنطقة الغربية، أنجزن ألفين و600 وجبة إفطار يومياً وبلغ عدد الوجبات 76 ألف وجبة إفطار خلال رمضان الماضي. حيث كانت تستعين كل أسرة بأبنائها وبناتها في تجهيز وإعداد الوجبات المكلفة بها الأسرة. وبعد النجاح الذي لاقاه المشروع في المنطقة الغربية، تستعد “خليفة الإنسانية” لتعميمه في مناطق أخرى من الدولة. وقديما قالوا “ لا تعطني سمكة، بل علمني كيف أصطاد السمك” .



ali.alamodi@admedia.ae