في المسرحية الكويتية الأشهر “باي باي لندن”، قال المرحوم غانم الصالح: “إحنا العرب إذا بغينا نحارب، نحارب بعضنا بعض ونذبح بعضنا بعض بس على الغريب نخسي ونعقب”، تذكرت هذا المشهد وأنا أتابع مباراتي الوحدة والجزيرة في دوري أبطال آسيا، اللتين شهدتا كالعادة خسارتين جديدتين لأنديتنا أمام فريقين سعوديين. أتنهد بحسرة وأقول بالفعل نحن نعد العدة ونتجهز وننفق الأموال كما لا ينفق غيرنا في القارة الآسيوية حتى نفوز محلياً، حتى نستمتع ونتلذذ في النيل من بعضنا البعض، وغايتنا الأكبر وشماتتنا تظهر عندما يفوز الأهلي على الشباب والوصل على النصر والعين على الوحدة والشارقة على الشعب، أما عندما تظهر فرقنا خارجياً، فهي تدفن رأسها مثل النعامة، فداخلياً نطمح إلى الفوز وبعنف وفي الخارج نكون في غاية اللطف. وفي مسرحيتنا السنوية “باي باي آسيا”، نجد أن فرقنا تخلع هويتها الحقيقية الشرسة في الداخل وتظهر بمظهر لا يليق بتمثيلنا في الخارج، فنرى الجزيرة أبعد عناصره الأساسية ليريحهم ودخل مباراته أمام الهلال بتشكيلة جديدة، ولا أستغرب فمنذ أول مباراة عرفنا النية والهدف الذي يسعى إليه براجا هذا الموسم، أما الوحدة فقد دفع بتشكيلته الكاملة، ومع ذلك لا يمكن أن نصدق المستوى الذي ظهر عليه أصحاب السعادة كما نلقبهم محلياً، وكأن الفريقين كانا يخوضان مباراتين وديتين في إطار استعدادهما لمواجهتهما المقبلة في نهائي الكأس. لا فائدة من الحديث الذي نكرره بعد كل جولة تخفق فيها أنديتنا آسيوياً، والعمل لا بد أن يبدأ فوراً من قبل رابطة المحترفين على سد الثغرات التي رصدتها لجنة الاحتراف في الاتحاد الآسيوي ومن أجل تعويض النقاط التي فقدناها في التقييم السابق، ولا مانع من إنفاق المزيد من الملايين حتى لا نفقد المقاعد التي حصلنا عليها وحتى لا تفقد فرقنا فرصة لعب مباريات ودية في البطولة الآسيوية تعينهم على تجريب أكبر عدد من اللاعبين وتجهيزهم للبطولات المحلية. لا تصدقوا مستويات فرقنا التي تشاهدونها في البطولة الآسيوية، ولا تصدقوا حكاية الفوارق التي يقولون إنها باتت تنحاز لمصلحة فرق القارة على حساب فرقنا، فالمشكلة فينا وليست في أفضلية الآخرين علينا، ومن أراد أن يتأكد من حقيقة كلامي فعليه أن ينتظر يوم الاثنين القادم، ويشاهد كيف سيكون عليه الحال في المباراة النهائية للكأس، وليشاهد كيف سيكون كل شيء مختلفاً من إصرار وكفاح وعزيمة وروح قتالية، ففرقنا ولاعبونا عندما يلتقون يستأسدون، ويتخلصون من كل خوف ويؤمنون أن “الأقربون دائماً أولى بالمعروف”. Rashed.alzaabi@admedia.ae