تطور الأمم ورقيها، يقاس بمدى تلاحمها، وتلاؤمها، وانسجامها، ووحدة قواسمها، وارتباط رؤاها نحو المستقبل، بمفاصل المجتمع، فعندما تتضح الصورة أمام الناس أجمعين، تسفر الأهداف عن معانيها، ومضامينها، ويستطيع الناس السير في طريق المجد بلا عثرات ولا عقبات ولا كبوات.
ما ترتجيه القيادة، وما يتمناه الناس، أن تكون المرحلة القادمة من مسيرة المجلس الوطني مختلفة في النوع، متميزة في العمل، متفردة في العطاء.. انتخابات نصف الأعضاء، يعني قطع شوط من التبصر والتفكر، واعتبار الوطن الوعاء الذي تصب فيه القدرات البشرية، الطاقة الحرارية الممكنة للنهوض بقضايا الناس، وتلمس همومهم، واستشعار كل ما يضير الوطن ويعلي شأن المواطن، وكل ما ينسجم مع تطلعات القيادة، ورؤيتها المستقبلية لتأسيس مجتمع التجانس، والانعتاق من ربقة الفواصل الاجتماعية الرهيبة.. الانتخابات المقبلة سوف تضع على عاتق المرشحين، والذين سينالون شرف النجاح، والفوز بأصوات الناخبين مهمات جسام، ومسؤوليات تتوازى والمكتسبات الوطنية عالية الجودة التي حققها الوطن، انتماء لقيادة رشيدة سخرت جل الإمكانات، ووفرت كل الخدمات لجعل الوطن شامخاً والمواطن كريماً، معززاً.. عضو المجلس الوطني ليس مطلوباً منه أن يغرد بشعارات، بقدر ما هو مطلوب منه أن يكون متصالحاً مع نفسه، لينسجم مع مطالب الناس، وحاجة المجتمع إلى رؤية القيادة الرشيدة.
فالذين يغردون كثر، في المجتمعات من حولنا، والذين يمارسون جلد الذات صيغتها المازوخية كُثر، والذين يفكرون بازدواجية كُثر، والذين يضعون المساحيق على مفردات البوح أيضاً كُثر وتعج بهم المجتمعات من حولنا وقريباً وبعيداً عنا، لكن ليس كل ما يلمع ذهباً.
القيادة تريد المضمون، الناس يتوخون من الأعضاء تحقيق ما يحقق أمن الوطن واستقرار نفس المواطن، وطمأنينة الشارع، بما يتوافر فيه للمواطن من حقوق، وما يلقي على عاتقه من واجبات، أولها الحفاظ على مكتسبات الوطن، وتحقيق الريادة في جميع ميادين العمل، والإتيان بالفعل قبل القول.. فتحقيق التضامن والالتفاف والوقوف كتفاً بكتف بين الأضلاع الثلاثة للوطن.
القيادة، والبرلمان، والناس، يحقق كل ما يهم الناس ويشغل بالهم.. فليس بالزعيق، ولا بالنعيق، ولا بالتصفيق تتحقق المصالح الوطنية، إنما بالإيمان بأهمية وضع اليد باليد والسير قدماً بمضادات حيوية اسمها مشاعر الحب، للوطن وقيادته.. سبتمبر المقبل اختبار للذاكرة الجمعية، بأهمية تذكر قيم المجتمع، وثوابت المؤسسين والذكرى تنفع المؤمنين، المحبين لوطنهم الذاهبين بعيداً، نحو سجايا قيادة أسست الحب في المبتدأ والخبر.




marafea@emi.ae