يخطئ ميسي ويعتذر وكذلك روني يعتذر، وجاتوسو يعتذر وزيدان يعتذر حتى جوزيف بلاتر سبق له أن اعتذر، كل هؤلاء النجوم أخطأوا واعتذروا، فهناك الاعتذار ثقافة وشيء جميل أما هنا فهو سابع المستحيل، ونراه عيباً أكبر، ولكي تثبت رجولة وعنفوانا وكبرياء تلامس العنان، لا تعتذر. شجاعة الاعتذار خصلة حميدة يسمو بها النجوم هناك، ويرفضها السواد الأعظم من أشباه النجوم هنا، والمثير للسخرية لما يغض النجم الطرف عن الاعتذار عندما يرتكب الخطأ فهو لا يحترم جمهوره ومحبيه، والمثير للضحك الهستيري أن ينبري هذا الجمهور للدفاع عن النجم وأخطائه ويحللون له ما تحرمه اللوائح وكل القوانين. وهنا نرى العجب فيخطئ المسؤول ولا يعتذر ويخطئ الإداري واللاعب ولا نرى من يعتذر، حتى الإعلامي الذي يلقن الناس دروساً في المثالية قد يخطئ ولكنه يعاند ويكابر ويمنعه الغرور والتعالي فلا يعتذر، وإذا برر لك محبوك الخطأ ودافع عنك رؤساؤك باستماتة وغضوا عنك النظر، فعليك أن تتمادى أكثر وليس عليك أن تعتذر. النجم الحقيقي يكبر عندما يعتذر أما الفقاعة فيرى نفسه أكبر من الاعتذار، والناقص هو من يعتقد أن الاعتذار يقلل من قدره وهذا ناتج بالطبع عن أمراض نفسية عدة وترسبات مستمدة وسلوك جاوز حده، والشخص المغرور والمتكبر يراها كبيرة في حقه أن يعتذر. أي عمل مهما كان حجم الجهد المبذول فيه لا يمكن أن يخلو من الخطأ، وكلما سعينا للتميز كلما زادت احتمالات وقوعنا فيه، ووحده الذي لا يخطئ ذلك الإنسان الذي لا يعمل، وبالتالي فليس معيباً أن نخطئ، فكل العالم يخطئ ويعتذر إلا نحن وعندما أقول نحن فهي تنطبق على الجميع ربما لأن الخطأ لدينا له أكثر من تعريف، وما أراه أنا خطأً قد يراه غيري عين الصواب رغم أن الحق بين والباطل بين، ولهذا لا تعتذر بل تمادى أكثر وأكثر فمن تكون لكي تعتذر طالما أنت أعظم وأشهر من ليونيل ميسي ومن جوزيف بلاتر. حتى أنا عندما أخطأت في كتابة مقال انتقدت فيه منع اللاعب المعار من اللعب ضد ناديه الأصلي وقلت إنها "بدعة إماراتية" واتضح فيما بعد أنها موجودة في كل العالم، ووصلتني رسالة طويلة عريضة من أحد القراء يتهمني بضحالة المعلومة وتضليل القراء، فاكتفيت بتعليق الرسالة على أحد جدران المكتب، ومنعني غروري ونداء لا شعوري من الاعتراف بالخطأ وما زلت حتى هذه اللحظة مصرا، فأنا مثلهم شأني من شأنهم لا أحب أن أعتذر؟. Rashed.alzaabi@admedia.ae