أظهرت نتائج الرقابة المدرسية في دبي، أن 64 في المئة من أولياء أمور طلبة المدارس الحكومية لا يشاركون في عمليات الرقابة المدرسية من خلال الاستبانة الإلكترونية التي توزّع عليهم، مشيرة إلى أن تلك المشاركة بلغت 36 في المئة، أي بواقع 9 آلاف و254 قاموا بتعبئة الاستبانة من أصل 25 ألفاً و431. أي أن حوالي ثلثي أولياء الأمور سلبيون، وليس لديهم وقت لمتابعة أبنائهم، أو حتى تعبئة استبانة، و”صدعة” الرأس، والذهاب إلى المدارس، والسؤال عن فلذات أكبادهم، ومتابعتهم دراسياً، وسلوكياً. وهي كارثة حقيقية، أن يغيب الأب، وتلهيه أعماله والتزاماته، وتسير على خطاه زوجته المصون، التي لا تمانع من أن تنتظر خمس وست ساعات بالصالون، أو تتابع موعد عيادة البشرة لمدة أسبوع وتلاحقهم بالهاتف والحضور للفوز بموعد مع الدكتور الفلاني، أو الاختصاصية الفلانية القادمة من بلاد الشرق أو الغرب، لكنّ الاثنين ليس لديهما الوقت، ولا سعة الصدر، ولا الاستعداد لاستقطاع ساعة من وقتهما الثمين بالذهاب إلى المدرسة، وتتبع أبنائهما والسؤال عن تحصيلهم الدراسي، وسلوكهم التربوي بالمدرسة مع مدرسيهم وأصدقائهم وزملائهم بالصف والمدرسة، فهذا عمل شاق، ومتعب ولن يجني الاثنان من ورائه فائدة، وبل سيكون على حساب اجتماع عمل، أو غداء مع “الرَّبْع”، أو طلعة بحر ينتظرها الأب منذ أشهر، إلى أن ضبط الموعد، أو على حساب حفلة الصديقة العزيزة للمدام، أو سويعات التسوق مع “الشلة”، أو لمة البنات عند إحدى الجارات، للحش بخلق الله، والتذكير بعيوبهم، نعم عند هؤلاء هذه “التفاهات” أهم من مراقبة الأبناء. وتأتينا هذه الدارسة في وقت تطبق فيه وزارة التربية والتعليم تقويماً دراسياً جديداً قائماً أساساً على متابعة الأهل وأولياء الأمور لأبنائهم طوال العام، فقضية الشد على آخر العام، وحبس الطالب بالمنزل في “الأشهر الحرم” مع نهاية العام استعداداً لامتحانات نهاية العام الدارسي قد ولّت، وتحصيل الطالب بات اليوم تراكمياً، يوماً بعد آخر، لتتساوى جميع أيام السنة في التقويم الجديد في أهميتها وتحصيلها، وهو ما يتطلب متابعة دقيقة ومتواصلة من أولياء الأمور لأبنائهم، الذين يحتاجون مع التقويم الجديد ذي الفصول الثلاثة متابعة يومية، وتوجيهاً مستمراً طوال العام متى ما شعر أولياء الأمور بأنهم قد انحرفوا عن الطريق الصحيح. إن الدراسة وإن أُقيمت على بعض أو كل مدارس دبي، فإنها بالتأكيد هي مؤشر لكل مدارسنا على مستوى الدولة، فحال بقية أولياء الأمور في مختلف إمارات الدولة لن تكون أفضل من النتائج التي أظهرتها هذه الدراسة، ولعل ما يفيدنا وأولياء الأمور أننا أنهينا الثلث الأول من التقويم الدراسي الجديد، المتبقي منه فصلان جديدان، يجب أن يكونا مختلفين بالنسبة لأولياء الأمور المتخلفين عن متابعة أبنائهم، إذا ما كان تحصيلهم الدراسي يعنيهم ويهمهم. محمد عيسى | m.eisa@alittihad.ae