عرفته في كأس آسيا التي أقيمت عام 2007 في أربع دول، وتبعته من دولة إلى أخرى وكنت شاهداً على قيادته للعراق في تلك البطولة وقدرته على تحقيق ما فشل فيه من سبقه من المدربين الذين تعاقبوا على تدريب الكرة العراقية وأجيالها الذهبية، فتوج المنتخب العراقي تحت إشرافه بطلاً للقارة الآسيوية للمرة الأولى في تاريخه، ولست بحاجة للمزيد من التوضيح أو الإطناب في المديح، فهو مدرب يختلف عن غيره إنه جورفان فييرا. ورغم الظروف الصعبة التي كانت تعيشها العراق في تلك الفترة إلا أنه نجح في جعلها عاملاً مساعداً في شحذ همم اللاعبين من أجل تحقيق الهدف، فزرع في أذهانهم أن ما يحققونه في الملعب من أمجاد تعم به الفرحة أرجاء العراق، وتبعث رسائل إيجابية عن قدرة الرياضة على توحيد الشعوب، وتجميع الشعب العراقي خلف رمز واحد هو المنتخب والذي يحقق الانتصارات فتتوقف العبوات الناسفة عن العمل وتختفي أصوات الانفجارات. وبعد العودة باللقب ارتكب العراقيون خطأ فادحاً في الاستغناء عن خدماته، وها هو المنتخب يدفع الثمن غالياً، ويفتش عن صورة البطل وردائه الذي تقمصه قبل أربعة أعوام دون جدوى فقد رحل فييرا الأيقونة. وعندما تردت نتائج اتحاد كلباء في دوري المحترفين تحت قيادة البرازيلي باتريسيو، كان لابد من البحث عن منقذ ولا أدري من هو ذلك العبقري والعقل الفذ الذي اقترح اسم فييرا وتم التعاقد معه، وبالفعل فقد حقق ما كان في نظر البعض أمراًُ مستحيلاً ومن نقطة كانت في الرصيد، حقق 11 نقطة في سبع جولات، وأضاف للفريق الكثير من الثقة وسرت روح جديدة في أوصال الفريق الذي كان بلا هوية ولا ملامح في عهد المدرب السابق، ولا يزال اتحاد كلباء يواجه ظروفاً صعبة ويتربص به شبح الهبوط، فربما يهبط وربما ينجو ولكن الفارق كبير بين اتحاد فييرا واتحاد باتريسيو. فييرا من المدربين الذين تحتاج اليهم كرتنا فهو يتميز بالغيرة والإخلاص في العمل وقد كانت لنا تجربة فريدة معه في كأس آسيا، حيث قام بتقديم رؤية فنية يومية لتحليل مباريات البطولة، وقبل البداية كان أول من توقع طرفي المباراة النهائية، كما كان أحد صناع الإنجاز في فوز الاتحاد الرياضي بلقب أفضل تغطية في البطولة. في الختام: فييرا مدرب عربي ولكنه برازيلي الجنسية أو أنه برازيلي بمواصفات عربية، يبهرنا دائماً مع كل تجربة جديدة في العراق وفي الاتحاد النادي أو الاتحاد الجريدة. Rashed.alzaabi@admedia.ae