عندما وصلت بطولة الدوري إلى المحطة السابعة كان الصراع على أشده في القمة، والفارق بين الجزيرة المتصدر وفريقي الوصل وبني ياس لا يزيد عن نقطتين، بينما كان القاع مظلماً كئيباً، حيث لم يجمع فريقا المؤخرة سوى نقطة واحدة كانت في رصيد اتحاد كلباء، فيما كان رصيد دبي خالياً من النقاط. لم ينتظر الخبراء كثيراً، ولم يملكوا حكمة الصبر التي تفرض عليهم الحكم، بعد نهاية المداولة، فأطلقوا أحكامهم المبدئية، بعدم وجود جدوى من زيادة عدد فرق الدوري وضربوا الأمثلة بالفريقين، وعدم قدرتهما على مجاراة كبار المحترفين، وإن الصاعد سيكون هابطاً بالفعل، ولن تكون هناك نهاية، لذلك المسلسل، كما أن البعض ازداد تطرفاً فحاول بكل الطرق إقناع الناس أنه من الأجدى تقليص العدد إلى عشرة فرق. حينها وبحركة تغيير لم تكن مفاجئة استبدل دبي مدربه وجاء البرازيلي جونيور، كما حذا اتحاد كلباء حذوه، وجاء فييرا، وتابعوا ما يحدث الآن، وسبحان مغير الأحوال فقد حسمت الأمور تقريباً في القمة، وابتعد الجزيرة بفارق عشر نقاط عن أقرب المنافسين، بينما اشتعل القاع وتواصلت الحياة في دورينا من قبل الفرق التي أقسم البعض على عدم جدارتها بالتواجد ضمن دوري المحترفين. دبي الذي كان بدون رصيد ها هو بعد مرور ثماني جولات من قدوم جونيور يجمع 16 نقطة كاملة، أما اتحاد كلباء الذي لم يكن في رصيده أكثر من نقطة، حتى الجولة الثامنة فقد جمع 10 نقاط من سبع جولات بعد مجيء البرازيلي فييرا. هكذا هي بطولة الدوري لا يجوز إصدار الأحكام فيها سوى بعد نهايتها، ولا يحق لنا أن نصدر قرارات تصل إلى حد الإعدام، بحق أحد حتى يقول كل طرف كلمته، أولئك الخبراء ضيقوا النظرة اختفوا وغيروا أقوالهم عندما انكشفوا، فنحن لا نبرئهم ولا نتهمهم، ولكن يكفيهم ما فعله دبي واتحاد كلباء حتى الآن وها هي تقلبات الدوري قد كشفتهم. الفريقان اللذان قال البعض إنهما عالة على دوري المحترفين، ولن يحسب حسابهما أحد، وكأنهما ليسا سوى تكملة عدد، ها هما يثبتان أنهما مصدر الحياة والمتنفس الوحيد الباقي في دورينا، وما يقدمانه من صولات وجولات يفوق ما تقدمه فرق أخرى تتفوق عليهما في التاريخ وفي رصيدها بطولات. في الختام: لكي تحظى بمتعة مباريات الدوري خلال الجولات القادمة فليس عليك سوى أن تركز على الفرق التي تحتل المراكز من التاسع وحتى الثاني عشر، أو دعونا نقول من الآخر إن الصراع القادم وهو الأكثر إثارة سيكون على المركز العاشر. Rashed.alzaabi@admedia.ae