لا شك في أن التهميش الذي تعيشه اللغة العربية من أبنائها، يبعث على الأسى والأسف ويولد الغصّة تلو الغصّة، في نفوسنا، وأن أي خطوة بالاتجاه المعاكس بالحفاظ على لغتنا، تثلج صدورنا، وتعيد لنا الأمل بإحيائها ونجدتها وهي تصرخ كل لحظة “واعرباه”، وقد جاء خبر اطلاع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على الوثيقة الوطنية المطوّرة للغة العربية، لوزارة التربية والتعليم، بلسماً شافياً لجراح لغتنا، وتلبية لصرختها واستنجادها “واعرباه”.. وجاءت تلبية النداء من وزارة التربية والتعليم، بل من “فارس الكلمة العربية”. إشارة سموه أمس إلى أهمية إطلاع أفراد المجتمع بمختلف شرائحه على الوثيقة الوطنية الجديدة للغة العربية قبل تطبيقها، وتأكيده أن تطوير المناهج والقضايا التربوية ليس مسؤولية حكومية فقط، إنما هو شأن مجتمعي يتشارك فيه جميع أفراد المجتمع، خاصة ذوي الخبرة والاختصاص في هذا المجال، تستحق الإشادة لأنها تعبر عن رؤية واسعة الأفق وقناعة بأهمية تكاتف الجهود المجتمعية مع جهود وزارة التربية والتعليم في سبيل تطوير مناهج تعليم اللغة العربية. لذلك كان أمر سموه بوضع الوثيقة على الموقع الإلكتروني لوزارة التربية لفتح المجال أمام أفراد وشرائح المجتمع كافة للاطلاع عليها وطرح الأفكار والآراء البناءة قبل تطبيقها خلال الفترة المقبلة، في خطوة ديمقراطية لإشراك الجميع في مسؤولية وشرف تطوير لغتنا. أما قول سموه “إن اللغة العربية تعتبر مكوناً رئيساً للهوية الوطنية وهي الوسيلة الأقوى في بناء الشخصية العربية لذلك يقع على عاتقنا جميعاً كأفراد ومسؤولين إيجاد السبل الملائمة لتعزيز محبة اللغة العربية بين أطفالنا وشبابنا، وذلك باستخدام أساليب مبتكرة تختلف عن الأساليب التقليدية التي عهدناها” فهو إعادة اعتبار للضاد بوصفها مكوناً رئيساً للهوية الوطنية، ورؤية معاصرة بضرورة إعادة النظر بطرق تدريس لغتنا الأم والاهتمام بها، من المراحل الأولى للتعليم من رياض الأطفال، لبناء أساس متين يمكن البناء عليه في المستقبل. لا شك في أن وزارة التربية والتعليم اعتمدت في الوثيقة معايير عالمية في تعليم اللغات الحديثة تقوم على مؤشرات أداء تمكن المعلم والطالب على حد سواء من أن يكونا طرفين فاعلين في العملية التربوية، بزرع حب اللغة العربية في نفوس الأطراف المعنية كافة بالعملية التربوية، وما توجيه سموه بتشكيل فريق عمل من قبل وزارة التربية والتعليم لفرز وتصنيف وتقييم جميع المقترحات والآراء والأفكار الواردة حول الوثيقة ورفع تقرير بذلك على أن يتم الأخذ بهذه الآراء في الاعتبار قبل تطبيقها، إلا دعم ورفد لجهود الوزارة لتكون الوثيقة متكاملة الرؤى والأهداف والفائدة. كلنا مدعوون اليوم، مختصين وأكاديميين، أفراداً وجمعيات ومؤسسات، للمساهمة في إغناء “الوثيقة الوطنية المطوّرة” بالمقترحات وإبداء الملاحظات، وتقديم الحلول للمشكلات، وذلك بما ينسجم مع السياسة التعليمية لدولة الإمارات والأهداف العامة للتعليم في استراتيجية وزارة التربية للأعوام 2010- 2020 من منطلقات تربوية وعلمية، وشعور وطني بالغيرة والحرص على لغتنا وهويتنا. علي الجارم: يا ابنــة َ الســابقين مـن قَحْطــانِ وتُـراثَ الأمجــادِ مــن عـَدْنــانِ أنـــتِ علَمـْتِني البيـــــان فمـــا لي كلّــما لُحْــتِ حار فيــكِ بيــاني رُبَّ حُسْنٍ يعوق عن وَصْفِ حُسْـــ ـنٍ وَجَمَالٍ يُنْسي جَمَالَ المَعَاني كنْتُ أشــدُو بَيْنَ الطُّـيورِ بِذِكـْـــرا كِ فتعــلو أَلْحــــَانَهـا ألحــــاني وأصـوغُ الشِــّعرَ الذي يَفْـرعُ النَّجْـ ـمَ وتُصْــغِي لِجَرْســِه الشِـّعْرَيانِ ياابنة َ الضَادِ أنتِ سرُّ من الحُسْــ ـنِ تجــلَّـى عَلَى بَنِــي الإِنســـانِ Esmaiel.Hasan@admedia.ae